عندما يضيق الصدر حتى لا يتسع لصاحبه

عندما يضيق الصدر حتى لا يتسع لصاحبه ويحس الانسان ان الدنيا بقت ضيقه بشكل يخنقه وان الهوى اللي داخل صدره مش مكفيه وان كل حاجه حواليه بقت تقيله على روحه وان النجاة مش في الهروب لكن في ان يفهم هو ليه وصل للحته دي بس ساعات الفهم نفسه يبقى اصعب من الضلمه اللي جواه والواحد يمشي وسط الناس وهو مش شايف حد ولا حاسس بحد ولا قادر يمد ايده لحد 

ويحس ان الكلام اتاخد من بقه قبل ما يتقال وان الهم واقف على صدره زي جبل وان اللحظه اللي كان فاكر انه هيستريح فيها اتأجلت من غير سبب وانه مش قادر يستنى اكتر ولا قادر يكمل بنفس النفس اللي بيتسحب منه سحب ويحس كمان ان الناس اللي حواليه مش فارقه معاه ولا هو فارق معاهم وانه بقى مجرد جسم ماشي في الدنيا من غير معنى من غير روح من غير صوت ومن 

غير اي محاوله يفهم هو محتاج ايه او رايح على فين ويحس ان الحياه فقدت لونها وبقت باهته مايله للرمادي وان قلبه بيتحرك بصعوبه كأن كل نبضه بتكلفه جزء من روحه اللي بتتسحب منه ببطء والافكار تتزاحم جواه من غير نظام ولا ترتيب ومن غير حاجه تمسكه وتقوله قوم كمل وفي عز كل ده يلاقي نفسه تايه مش عارف يرتاح ولا عارف يشتكي ولا عارف يحكي لان الكلام 

ساعات بيبقى حمل تقيل ومش دايما في حد يستحمله ويحس انه مش طايق لا صوت ولا ضحك ولا ناس ولا حتى نفسه ويحس ان الوجود حواليه بيزيده وحده وان القرب من الناس بقى مؤلم والبعد عنهم مؤلم اكتر وان الميلاد الحقيقي للوجع هو انك تعيش وسط بشر بس قلبك عالق في فراغ كبير ما تعرفش تخرج منه مهما حاولت ويحس ان روحه بتحاول تهرب من جسمه من كتر الانهاك 

وان التعب ما بقاش تعب جسد بس لكنه تعب روح وعقل وذاكره وان كل لحظه بتعدي بقت حمل فوق كتفه وانه لو يقدر يوقف الزمن بس علشان ياخد نفس واحد براح كان هيعملها من غير تردد لكن الحياه مش بتمهل حد ولا بتتلطف مع حد ولا بتدي فرصه لحد لانها بتمشي بقوانين ما بترحمش ومش فارق معاها مين بيتوجع ومين بيتكسر ومين بيحاول يقف على رجليه بالعافيه والواحد 

يفضل ماشي شايل اللي جواه من غير ما يقول ولا يشرح ولا يطلب حاجه لان طلب المساعده بقى صعب ومكلف ومرهق والوجع الداخلي بقى اعمق من ان حد يلمحه او يفهمه ويصبح الحل مش معروف والطريق مش باين والامل مش واضح وكل اللي فاضل ان الانسان يكمل خطواته بالعزم اللي باقي فيه حتى لو بسيط حتى لو ضعيف لان الاستسلام اسهل لكنه مش اختيار ولان التعب اقوى 

لكنه مش نهايه ولان الروح مهما اتخنقت هتلاقي في لحظه سبب بسيط يخليها تقوم تكمل تعافر وتشد نفسها من وسط كل ده حتى لو السبب مش باين دلوقتي لكن وجوده جوا القلب بيحرك شعله صغيره جدا تخلي الانسان قادر يعدي اللي جاي حتى لو مش شايفه ولا فاهمه ولا عارف نهايته فين