قصيدة: نَشيدُ العِشْقِ إذا تَجَلَّى
يا ليلُ، علِّمْ كيفَ صارتْ مهجتي
تمشي إلى رؤيا هواها في هنا
يا ليلُ، إنّي حين أبصرُ وجهَها
يمشي الضياءُ إلى دمي متوقّدَاٰ
أمشي إليها مثلَ طفلٍ حائرٍ
يرجو يدًا بيضاءَ تمسحُ ما عنَاٰ
هي بسمةٌ تُنسي المرارةَ كلَّها
وخطوةٌ تُحيي الفؤادَ إذا وهَاٰ
ما إنْ دَنَتْ حتّى تبدّتْ روضةٌ
وغفتْ على كتفيْ نسائِمُها الرُّخَاٰ
وأقولُ: يا ربّ السحابةِ هل ترى
هذا الذي جعلَ المحبَّ مُعلَّقَاٰ؟
فإذا ابتسمتْ تَهفو الطيورُ لصوتها
وتعودُ، بعد اليأسِ، أغصانُ الذُّرَاٰ
كفّي على كفّيها… يا فرحَ الدُّنا
قد أينعتْ من لمسةٍ وردًا نَمَاٰ
وغمامةٌ مرتْ ببابِ تطلّعي
ترجو الوصولَ إلى جمالٍ ما انجَلَاٰ
يا سيّدةَ الأشواقِ، خُذي مسمعي
فالصوتُ منكِ مُحرّرٌ عمّا مضَىٰ
أنا لا أحبّ سوى الذي يجعلني
أمشي إلى عمري الجديدِ بلا خَطَاٰ
وأراكِ في قلبي نشيدًا صادقًا
يمشي على وترِ الحنينِ مُردّدَاٰ
لولاكِ ما صارتْ لياليَّ التي
غنّتْ بليلٍ، عن شقائيَ، مُنكِرَاٰ
ولولاكِ ما حملتْ يدايَ خواطرًا
كانتْ تتيهُ إذا تفرّقَ مُلتقَاٰ
يا نجمةً عبرتْ سماءَ مغاربي
فرأيتُ في عينيْكِ فجرًا مُنشَدَاٰ
لا أملكُ الأيّامَ لكنّي أرى
أنّي إذا لمحتُ وجهَكِ أمتلَاٰ
أمتلُّ حبًّا… والقصيدةُ كلُّها
تمشي إليكِ وتستريحُ إذا انتهَىٰ
يا منْ خُلِقتِ من الندى ورقيقهِ
منْ أيّ ماءٍ جئتِ؟ من أيّ السَّنَاٰ؟
قد جئتِ مثلَ الموجِ، تدنو مرّةً
وتعودُ مثلَ الريحِ، تَغمرُ بالهَوَىٰ
لا تكتمي سرّي… فقلبي واضحٌ
يسعى إلى عينيكِ، يبني ما بَنَىٰ
وإذا ذكرتُكِ، قامَ من صَدري صدىٰ
يمشي إليكِ ويستظلُّ بما حَوَىٰ
إنّي لأعجبُ كيفَ صرتُ بشاشةً
بعد الأسىٰ… وكأنّني صرتُ الدُّنَاٰ
أهواكِ… بل أهواكِ فوقَ قصائدي
فالشعرُ من دفقِ الهوىٰ قد مُلئَاٰ
وأُعيدُ للنهرِ ارتباكَ سكونهِ
إن مرّ طيفُكِ فوقَهُ يومًا سرَاٰ
يا زهرةً في العمرِ تفتحُ بابَهُ
وتعيدُ في روحي طراوتَها الأولَىٰ
قولي أحبّكِ… كي تصيرَ حروفُنا
بابًا إلى جنّاتِ عشقٍ مُرتقَىٰ
ولكي ينامَ الليلُ فوقَ جبينِنا
ويظلَّ وجهُ الفجرِ فينا مُبتدَاٰ
يا سِحرَ أيّامي… حياتي كلُّها
تمشي إليكِ قصيدةً لا تُنتَهَىٰ
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
،،،،،، شاعر الجنوب




















