18:10 | 23 يوليو 2019

تحرك مفاجئ فى الجنوب السورى وسط حديث عن كيان درزى جديد بدعم إسرائيلى

9:37pm 26/11/25
أيمن بحر

تشهد الساعات الأخيرة حالة واسعة من الجدل بعد ما أعلنته إسرائيل بشأن جنوب سوريا حيث بدأ الحديث يتجاوز حدود الإعلام ليصل إلى خطوات عمليّة على الأرض تتعلق بتوجه إسرائيلي لإقامة كيان جديد في محافظة السويداء وتزامن ذلك مع خروج تجمعات من أبناء الطائفة الدرزية تعلن تأييدها للتدخل الإسرائيلي وترفع صور نتنياهو وتطالب بدعم الرئيس الأمريكي السابق ترامب لإعلان الكيان الجديد مع الإشارة إلى اتجاه نحو اتفاق شبيه باتفاقات أبراهام برعاية أمريكية إسرائيلية إماراتية

 

هذا الكيان المقترح يخص الدروز المقيمين في محافظة السويداء التي تعد المركز الأكبر لهم في سوريا حيث يعيش فيها أكثر من تسعين في المئة من الدروز السوريين إلى جانب وجودهم في ريف دمشق والقنيطرة وجبل الشيخ والقرى الدرزية في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من الجولان مثل مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية كما توجد أقلية درزية صغيرة في ريف إدلب ويقدر عدد الدروز في سوريا بنحو سبعمئة ألف شخص أي ما يعادل ثلاثة في المئة من عدد السكان بينما تستضيف مصر وحدها ما يقارب ثلاثة ملايين لاجئ سوري وهو ما يعادل عشرة في المئة من سكان سوريا

 

ويمثل الدروز في إسرائيل حوالي واحد ونصف في المئة من سكانها لكن نسبتهم تتجاوز عشرة في المئة من كل من خدم في قواتها العسكرية بمختلف تشكيلاتها ويعرفون بولائهم الشديد للخدمة العسكرية وفي سوريا يقدر عدد المقاتلين القادرين على حمل السلاح من أبناء الطائفة بنحو مئتين وخمسين ألف شخص وهو ما يمثل أهمية كبيرة لإسرائيل التي ترى في هذا العدد قوة يمكن توظيفها في مشروع الكيان الجديد

 

وبحسب ما يتردد بدأت إسرائيل بالفعل في إعلان موقف واضح يدعم فكرة إقامة كيان درزي في الجنوب مع التلويح باتفاقات أمنية وتفاهمات سياسية وتسليح يضمن قدرة هذا الكيان على حماية نفسه ويبدو أن الاتجاه نحو الإعلان بات امرا شبه حتمي بينما يجري النقاش حول طبيعة الكيان وهل سيكون جزءا من سوريا بصيغة حكم ذاتي أم كيان مستقل له برلمان وقوانين خاصة

 

ويجري في الكنيست الإسرائيلي نقاش يتعلق بمنح أبناء هذا الكيان جنسية إسرائيلية وتسهيل التعاون وفتح الحدود بما يعكس رغبة إسرائيل في إنشاء كيان وظيفي يخدم مصالحها في المنطقة

 

أما عن الدروز فهم طائفة عربية دينية تعيش في سوريا ولبنان وفلسطين ويعود تأسيس طريقتهم الدينية إلى القرن الحادي عشر على يد محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بأنوشتكين ويتسم مذهبهم بالغموض لأن تعاليمه محصورة على كبار الطائفة ولا يسمح بتعليمها إلا لمن تجاوز الأربعين ويؤمنون بالقرآن لكن بتفسير باطني خاص ولهم كتاب يسمى رسائل الحكمة الذي لا يطلع عليه إلا شيوخ الطائفة

 

وتكمن خطورة إنشاء كيان درزي جديد في أنه يمثل جزءا من مخطط أوسع لتقسيم المنطقة إلى كيانات صغيرة متجاورة بينما تسعى إسرائيل إلى تكريس نفسها قوة كبرى تمتد نفوذها من النيل إلى الفرات كما يروج قادة الاحتلال وهو تصور لم يعد مجرد فكرة بل تظهر ملامحه تدريجيا من خلال ما يجري في دول المنطقة

 

وفي النهاية يبقى السؤال الأهم ما هي تداعيات هذا التحرك على مستقبل سوريا والمنطقة وما هو رأيكم في هذا المشروع الذي يفتح بابا جديدا للصراع في الجنوب السوري

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum