ماعدا القاضى والجمل اختفاء تام لنواب مجلس الشيوخ بسوهاج عن المشهد الخدمي والانتخابي
رصد عدد من المتابعين للشأن العام في محافظة سوهاج ملاحظة لافتة منذ إعلان نتائج انتخابات مجلس الشيوخ (القائمة والفردي)، حيث حصلت المحافظة على عشرة مقاعد بالمجلس، إلا أن عدم حضور غالبية النواب في الشارع السوهاجي بدأ واضحاً، باستثناء اثنين فقط تميزا بنشاط واضح خلال الفترة الماضية.
وفقًا للرصد الميداني، يُعد اللواء مجدي القاضي من أبرز النواب تواجدًا على الأرض، عبر فتح مقرين للتواصل مع المواطنين، أحدهما بمدينة سوهاج والآخر بقرية كوم اشقاو، واستقبال الشكاوى ومتابعتها.
ويشير متابعون إلى أن أداء اللواء مجدي القاضي خلال الدورة السابقة كان الأعلى على مستوى نواب سوهاج، حيث لاقى قبولًا واسعًا لدى الشارع من حيث الخدمات العامة والشخصية، ولم يتأخر عن تقديم المساعدة لأي مواطن. ومع بدء الدورة الحالية، استمر في التواجد الفعّال، مستمرًا في التواصل مع المواطنين والمسؤولين وملتزمًا بالمتابعة المستمرة للملفات الخدمية.
كما برز نشاط النائب ميشيل الجمل الذي قام بعدة جولات داخل مكاتب المسؤولين، وأسهم في حل عدد من المشكلات العامة، أبرزها توفير الأنسولين لمستشفى جرجا، إلى جانب تدخله في ملف توفير الأسمدة للمزارعين.
في المقابل، يشير الرصد إلى غياب كامل لبقية نواب الشيوخ بالمحافظة، سواء من أعضاء الدورة السابقة أو الذين دخلوا المجلس لأول مرة.فلم تُسجَّل لهم مشاركات في أي مبادرات خدمية، أو تحركات ميدانية، أو لقاءات جماهيرية داخل المقرات المخصصة لهم – إن وُجدت – للاستماع إلى قضايا المواطنين.وما يؤكد ذلك أن أغلب النواب لم يقوم بزيارة مدينته المحسوب عليها لمرة واحدة منذ نجاحه ولم يمد يد العون لاهالى دائرته بخدمة واحدة
والمؤكد غاب حضورهم في دعم مرشحي أحزابهم خلال الانتخابات البرلمانية الحالية، وهو ما انعكس – وفق مراقبين – على تراجع شعبية بعض المرشحين، وعلى رأسهم مرشحو الفردي لحزب حماة الوطن.
وأمام هذا المشهد الغريب، تتردد عدة تساؤلات بين الأهالي:
هل ارتبط نجاح بعض النواب بعوامل لا تخص المواطنين بصورة مباشرة؟
أم حقيقة ما يتردد أن هناك قناعة لديهم بأن الشارع خارج اللعبة الانتخابية حيث كان المال السياسي اهم أسباب نجاحهم ؟
والمدهش كيف يتكرر غياب النواب الذين كان لهم وجود سابق بالمجلس دون أي تصحيح للمسار؟واذا كان هذا اداؤهم الطبيعى لماذا وقع عليهم الاختيار للمرة الثانية برغم فشلهم خلال الدورة الماضية
وفي المحصلة، يبدو أن ضعف أداء عدد كبير من نواب الشيوخ في سوهاج لم يكن مفاجئًا للشارع، إذ يرى كثيرون أن نجاح بعضهم جاء مرتبطًا بظروف خاصة داخل العملية الانتخابية، أكثر مما جاء نابعًا من حضورهم ومجهودهم الحقيقي في الميدان.
ومع استمرار غيابهم عن الملفات الخدمية والمشهد الجماهيري، تترسخ قناعة المواطنين بأن الاختيار لم يكن معبّرًا عن احتياجات الناس، وأن النتائج لم تُترجم إلى واقع ملموس.
وفي المقابل، يظل اللواء مجدي القاضي نموذجًا للالتزام والتواجد الفعّال، حيث حافظ على مكانته ورضا المواطنين من خلال استمراره في تقديم الخدمات والمتابعة الميدانية منذ الدورة السابقة وحتى الدورة الحالية.
وختاماً...يبقى السؤال معلّقًا: هل سيستعيد هؤلاء النواب دورهم خلال الفترة المقبلة ويعيدون ثقة الشارع، أم يظل الغياب عنوان المرحلة؟ وهل سنحظى باختيارات مغايرة ام يكون مجلس مطابق الشيوخ ويظل صراخ المواطنين خمسة اعوام دون استجابة.

















