لكِ الله يا مصر… عندما تُباع إرادة الأمة في سوق الفساد
ما نشهده اليوم في انتخابات وجه بحري والقاهرة وغيرها من اللجان الانتخابية، ليس مجرد تجاوزات… بل اعتداء على الدستور… وإهانة لكرامة المواطن… وتهديد لمستقبل وطن.
منذ أيام، والمشهد يتكرر: مال سياسي فاسد، شراء أصوات على أبواب اللجان، بث مباشر للرشاوى، ابتزاز علني، وتلاعب بمشاعر الغلابة الذين ضاقت بهم الحياة، فصار صوتهم يُشترى بثمن لا يليق بإنسان ولا بوطن.
ولم ننسَ أن بعض اللجان في الجولة الأولى تم إلغاؤها وإعادة التصويت فيها بعد رصد مخالفات جسيمة…
لكن يبدو أن هناك من لم يفهم الدرس.
■ ماذا يقول القانون والدستور؟
الدستور المصري – المادة (87):
“مشاركة المواطن في الحياة العامة واجب وطني، وينظم القانون شروط الترشح والانتخاب بما يضمن سلامة الإجراءات ونزاهتها.”
قانون مباشرة الحقوق السياسية رقم 45 لسنة 2014 – المادة (48):
“يعاقَب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من قدم أو وعد أو أعطى فائدة أو ميزة لنفسه أو لغيره لحمل ناخب على الإدلاء بصوته أو الامتناع عنه.”
المادة (49):
“يعاقب بالحبس والغرامة كل من استخدم القوة أو التهديد لمنع مواطن من ممارسة حقه الانتخابي.”
إذن… القانون واضح، والدستور واضح، والجرم واضح…
لكن المخالفات ما تزال تُمارس أمام أعين الناس، كأن لا دولة ولا قانون.
■ كلمة السيد رئيس الجمهورية
خرج السيد رئيس الجمهورية برسالة واضحة وصريحة:
لا للمال السياسي — نعم للاختيار الحر — صوتك أمانة — واختار صح.
لكن السؤال…
هل وصلت الرسالة؟
أم ضاعت وسط صخب الرشاوى ولعبة شراء الأصوات؟
■ أي معنى يتبقى للانتخابات؟
أي قيمة تبقى لكلمة “صوت” إذا كان يُباع مقابل ورقة مالية؟
أي معنى لكلمة “اختيار” إذا كانت تُدار مثل مزاد علني؟
أي نائب سيحمل همّ أهله ٥ سنوات إذا اشترى المقعد ولم ينله بثقة الناس؟
ما يحدث اليوم فضيحة ديمقراطية، ومهزلة سياسية، ووصمة في جبين أي وطن يحترم نفسه.
العالم يرى…
والناس تتحدث…
والمؤسسات تتساءل:
هل ما يحدث انتخابات؟ أم تجارة سوداء؟
■ رسالتي إلى الدولة
يا سيادة الرئيس…
يا دولة القانون…
نحن اليوم أمام لحظة حاسمة:
إما انتخابات بشرف ونزاهة وشفافية…
وإما لا نطلق على ما يجري اسم “انتخابات”.
إن لم تُردع هذه العصابات التي تتاجر بأصوات المصريين،
وإن لم يُوقف من يشتري إرادة الغلابة،
فإن البرلمان القادم لن يمثل الشعب…
بل يمثل أموال الفاسدين.
■ لكِ الله يا مصر…
لكِ الله من كل يد تعبث بإرادة أبنائك.
لكِ الله من كل من يشتري الصوت ويبيع الوطن.
لكِ الله حتى يأتي يوم تُحترم فيه الأصوات…
ويعلو فيه صوت الشرف فوق صوت المال…
ويعود للوطن هيبته… وللانتخابات معناها الحقيقي.



















