18:10 | 23 يوليو 2019

منى صدقى تكتب : ما بيني وبين الناس… حكاية طريق

2:31pm 27/11/25
منى صدقى مازن
منى صدقى مازن

لم أنتظر يومًا أن يسلّط أحد الضوء عليّ، فالحياة علمتني أن الطريق يُضاء بخطوات صادقة لا بضجيج الكلام. كنت دائمًا أؤمن أن الاقتراب من الناس نعمة، وأن القلب حين يكون اجتماعيًا بحق، يدفع صاحبه إلى الشارع، إلى نبض الحياة الحقيقي، لا إلى المقاعد  والمناصب الخلفية للمراقبة والكلام.
رحلتي مع الناس لم تكن موسمًا ولا شعارًا مؤقتًا؛ كانت وما زالت طريقة عيش. أؤمن أن خدمة الناس تبدأ بالإحساس بهم، بالجلوس بينهم، بسماع قصصهم دون أحكام، ومشاركة صمتهم قبل كلماتهم. لذلك لم أسمح لنفسي أن أضيع وقتي في معارك صغيرة تُبعدني عن الأساس… فالواقع لا يُواجه بالخصومة، بل بالعمل.
مجتمعنا لا ينتظر مسؤولًا ولا حزبًا بقدر ما يحتاج إلى إنسان حقيقي، يخاطب القلوب قبل العقول، ويترك أثرًا يشعر به الناس دون أن يشرحه لأحد. أثر صادق لا يُرى في الشعارات، بل في الوجبة التي تصل في لحظة برد، وفي الدواء الذي ينقذ تعبًا، وفي كلمة تهوّن على أم تخاف على مستقبل أبنائها أو فى غارمة تنتظر يد العون لترى النور من جديد أو فى عروسة تحتاج إلى من يكمل جهازها لتكتمل فرحتها أو بيت يحتاج إلى سقف يحميه من حر الصيف ومطر الشتاء أو فى مشروع صغير يعين على الكسب الحلال  وغيرها من الاعمال التى اختصنى الله بها من خلال مؤسسة المنى الخيرية  
لم أحارب يومًا شخصًا، بل حاربت الألم والفقر والاحتياج. اخترت أن أكون بجانب من يحتاج، لا فوقه. أن أقدّم ما أستطيع، ولو كان بسيطًا… لأن البسيط أحيانًا حياة كاملة لشخص آخر.
لا أدّعي أنني مثالية، فأنا مثل الجميع أتألم وأتعب، لكنني تعلّمت أن أواجه الوجع بدل أن أبتعد عنه، وأن أضع يدي قدر استطاعتي على ما يؤلم الآخرين، لعل شيئًا من ثقلهم يخف.
لا أبحث عن تصفيق أو كلمات مديح. كل ما أريده أن يبقى أثر، أن تبقى خطوة تقول لمن يأتي بعدي: هنا مرّ إنسان حاول أن يجعل الحياة أخف قليلًا
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum