أحذروا دعوة والدي

فهو لا يملك سلاحا يوجهه نحو الظالمين ، لكنه يملك قلبًا نقيًّا إذا رفع يده إلى السماء استجابت له الأرض.
والدي لم يظلم أحدًا يومًا، عاش عمره بالكفاح والرضا، لا يعرف طريق الحقد ولا الانتقام.
لكن حين يُقهَر الصادق، ويحاول الظالمون أن ينتقموا من أحد أبنائه، ويؤذوه في رزقه أو يشوّهوا اسمه… فإن الله وحده يسمع نبض قلبه قبل أن ينطق.
احذروا دعوته، فهي لا تخرج إلا حين يتحد الظالمون بكل قوتهم وسطوتهم على الحق .
فحين يبيت الصادق يوما مظلومًا وقد ضاق به الصبر، يهمس بها في سكون الليل:
"حسبنا الله ونعم الوكيل."
فتسقط بعدها الأقنعة، وتتكشف النوايا، ويذوق الظالمون طعم ما زرعوه بأيديهم.
والدي لا يملك سلاحًا ولا محاميًا، لكن سلاحه الدعاء،
ودعوته لا تُخطئ طريقها أبدًا، لأن فيها صدقًا لا يُشترى، وقلبًا يتوجه إلى السماء لا تراه العيون.
من ظنّ أن التقيّ لا يملك قوة، لم يعرف قوة من يتوكل على الله حق التوكل.
أيها الظالمون،
احذروا دعوة أبٍ يعرف الله حق المعرفة، واحذروا تنهيدة رجلٍ صامت لا يشكو إلا لربه.
فالله لا يغفل، والسماء لا تُغلق، والدعاء حين يخرج من قلب أبي،
يُكتب في سجلّ العدل الإلهي… ولا يضيع أبدًا.