الطلاق ... الحل الأخير

كلمة لا تتجاوز ثلاث حروف، لكنها تحمل في طياتها زلزالًا يهزّ الكيان الأسري بأكمله.
“أنتِ طالق” ليست مجرد جملة تُقال في لحظة غضب، بل قرار مصيري يغيّر حياة إنسانين، ويمتد أثره ليصيب الأطفال والمجتمع كله.
في مجتمعاتنا العربية، ما زال الطلاق يُستخدم أحيانًا كسلاح، لا كحلّ أخير.
تُقال الكلمة وسط انفعال، دون وعي بعواقبها النفسية والاجتماعية، وكأنها مجرد ردّ فعل لحظة توتر.
لكن خلفها، تنهار امرأة، وتُبعثر أسرة، ويكبر جيل مشوّش المشاعر، لا يفهم معنى الأمان.
الطلاق في ذاته ليس جريمة، بل قد يكون رحمة حين يستحيل الاستمرار.
المشكلة ليست في الفعل، بل في الطريقة والظروف التي يُمارس فيها.
حين يغيب الحوار، وتُستبدل المودّة بالصوت العالي، يصبح “الطلاق” نهاية متوقعة لبداية كانت جميلة.
المجتمع أيضًا يتحمّل جزءًا من المسؤولية؛
فهو يضغط على الرجل بأن يكون “المسيطر”، ويخيف المرأة من كلمة “مطلقة” وكأنها وصمة.
وبين هذا وذاك، تضيع إنسانية الموقف، وتتحول العلاقة الزوجية إلى ساحة صراع لا رابح فيها.
إننا بحاجة إلى وعي جديد، يجعل “أنتِ طالق” آخر الحلول لا أولها.
فالحب لا يموت فجأة، بل يُقتل بالإهمال، وبالأنانية، وبالعجز عن الاستماع.
ولو تعلمنا كيف نُصلح قبل أن نهدم، وكيف نعتذر قبل أن نحكم، لربما قلت تلك الكلمة التي تمزق القلوب قبل البيوت.