18:10 | 23 يوليو 2019

للمرة الثانية على التوالي.. أشمُنت خارج المنافسة البرلمانية بقلم : خالد محمد الحميلي

10:54am 07/10/25
صورة أرشيفية
خالد محمد الحميلي

في الوقت الذي تستعد فيه القرى والمراكز لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، تعيش قرية أشمُنت حالة من الإحباط والجدل بعد خروجها — الذي لم يكن مفاجئًا — من دائرة المنافسة، لتغيب عن المشهد الانتخابي الذي طالما كانت أحد أبرز ملامحه في السنوات الماضية.
من قرية مؤثرة إلى غياب تام
لطالما عُرفت أشمُنت بأنها من القرى ذات الثقل الانتخابي داخل الدائرة، وكان لها في كل دورة مرشح قوي يحظى بدعم أبنائها. لكن هذه المرة، لم ينجح أيٌّ من أبناء القرية في حجز مقعد داخل المشهد الانتخابي، سواء على مستوى القوائم أو المقاعد الفردية.
ويُرجع كثيرون هذا التراجع إلى الخلافات الداخلية وعدم التوافق على مرشح واحد، إضافة إلى الفرقة وغياب الوحدة، وهي الأسباب التي أفقدت القرية موقعها المعتاد. فبدلًا من توحيد الصف خلف مرشح واحد، تفرقت الجهود، وتبادل أبناء القرية الاتهامات والتشكيك في النوايا.
صراع بلا هدف.. السبب الأبرز
يقول أحد أبناء القرية:
 "زمان كنا كلنا على قلب رجل واحد، أي حد يترشح من أشمُنت كنا بنقف وراه، دلوقتي كل عيلة عايزة الكرسي ليها، وكل طرف شايف نفسه الأجدر."
ويضيف آخر:
 "اللي حصل في السنوات الأخيرة من خلافات حول المرشح اللي نمشي وراه خلّى الناس تتقسم، مفيش اتفاق، ومفيش قيادة تجمع الكلمة، والنتيجة إننا خرجنا بره المنافسة تمامًا."
غياب القيادة وفقدان التأثير
في ظل غياب القيادة الموحدة، فقدت أشمُنت تأثيرها بين القرى، رغم تاريخها السياسي المتميز.
فقد كانت هناك سابقًا شخصيات حكيمة تُدير المشهد الانتخابي وتُوازن الأمور وتنسّق بين العائلات في اختيار من يمثل القرية. ومع غياب هذه القيادات، تفاقمت الخلافات وتحولت المنافسة الداخلية إلى صراع نفوذ ومصالح شخصية.
أصوات المواطنين
تقول إحدى السيدات من القرية:
 "إحنا تعبنا من المشاكل، كنا عايزين حد يمثلنا، لكن الكل بيحارب التاني، والناس فقدت الثقة في أي حد."
ويشير أحد الشباب إلى أن غياب التمثيل البرلماني سيؤثر على الخدمات والمشروعات في القرية، مضيفًا:
"المفروض نتعلم من اللي حصل ونوحد الصفوف المرة الجاية."
جرس إنذار للمستقبل
تجربة خروج أشمُنت من المنافسة ربما تكون جرس إنذار لأبنائها بضرورة مراجعة الذات وتغليب المصلحة العامة على الحسابات الشخصية.
فالتاريخ السياسي للقرية يؤكد أنها تمتلك كوادر قادرة على المنافسة، لكنها تحتاج إلى إرادة جماعية وتفاهم داخلي لإعادة بناء الثقة واستعادة المكانة التي فقدتها.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum