الدكتور أكرم عاشور.. كفاءة نادرة برغم كل التحديات ونقص الإمكانيات

يُعدّ الدكتور أكرم عاشور، مدير مستشفى الصحة النفسية بسوهاج، نموذجًا فريدًا في العطاء والالتزام الإنساني والطبي.
فعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه المستشفى، وعلى رأسها نقص عدد الأسرة المخصصة لحجز المرضى سواء من حالات الاضطرابات النفسية أو الإدمان إذ لا يتجاوز عددها 107 أسِرّة فقط تخدم محافظة يزيد تعداد سكانها على ستة ملايين نسمة إلا أن الدكتور أكرم عاشور أثبت أنه طبيب وإنسان في آنٍ واحد.
لم يغلق بابه في وجه مريض، ولم يتردد في مدّ يد العون لكل من لجأ إليه، مؤمنًا بالقسم الذي أقسمه يوم ارتدى البالطو الأبيض.
واليوم، تُجمع الأوساط الطبية والشعبية في سوهاج على تقدير هذا الطبيب الإنسان، الذي استطاع أن يحوّل محدودية الإمكانيات إلى قصة نجاح حقيقية يشهد بها الجميع منذ توليه إدارة المستشفى.
منذ توليه مسؤولية إدارة مستشفى الصحة النفسية بسوهاج، تبنّى الدكتور أكرم عاشور نهجًا يقوم على الانضباط المهني والرحمة الإنسانية، مؤكدًا أن علاج المريض النفسي لا يتوقف عند حدود الدواء فقط، بل يحتاج إلى احتواء نفسي وتعامل راقٍ يحفظ كرامة الإنسان في المقام الأول.
ويقول عدد من العاملين بالمستشفى إن الدكتور عاشور استطاع خلال فترة وجيزة أن يُعيد الانضباط داخل المنظومة الطبية، وأن يرفع من كفاءة الأداء رغم محدودية الإمكانيات، مؤكدين أنه يعمل بروح الفريق ولا يتردد في النزول إلى الميدان لمتابعة الحالات بنفسه.
ومن خلال الرصد تعاني مستشفى الصحة النفسية بسوهاج من نقص حاد في الأسرة والإمكانيات مقارنة بعدد الحالات المتزايدة يومًا بعد آخر، سواء من مرضى الاضطرابات النفسية أو المدمنين الخاضعين للعلاج الإلزامي أو الطوعي.ورغم ذلك، يواصل مديرها العمل بروح الإصرار، واضعًا نصب عينيه مصلحة المرضى قبل أي اعتبارات أخرى، مع التنسيق المستمر مع مديرية الصحة ومحافظة سوهاج لتوفير احتياجات المستشفى الضرورية.
في استطلاع آراء عدد من أهالي المرضى، أكد الجميع أن الدكتور أكرم عاشور يمثل نموذجًا للطبيب الذي يجمع بين الكفاءة العلمية والضمير الإنساني، مشيرين إلى أنه لا يتردد في مقابلة ذوي المرضى بنفسه، والاستماع إلى شكواهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم.
وختاماً....وسط تحديات كبيرة وإمكانات محدودة، استطاع الدكتور أكرم عاشور أن يثبت أن النجاح لا يصنعه المال أو الموارد، بل تصنعه النية الصادقة والإخلاص في العمل، ليصبح أحد النماذج المشرفة في القطاع الصحي بمحافظة سوهاج، وواحدًا من الأسماء التي تُثبت أن الإنسانية ما زالت حية في المهنة التي وُجدت من أجل إنقاذ الإنسان.