18:10 | 23 يوليو 2019

حصون الشرق.. اكتشاف قلعة عسكرية جديدة من عصر الدولة الحديثة على طريق حورس الحربي بسيناء

12:50pm 11/10/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

في إنجاز أثري جديد يعيد رسم خريطة التحصينات المصرية القديمة أعلنت البعثة الأثرية المصرية العاملة في موقع تل الخروبة الأثري بمنطقة الشيخ زويد شمال سيناء عن اكتشاف قلعة عسكرية ضخمة تعود إلى عصر الدولة الحديثة وتعد واحدة من أكبر وأهم القلاع المكتشفة على طريق حورس الحربي قرب ساحل البحر المتوسط
الكشف الجديد يمثل إضافة نوعية للتراث العسكري المصري القديم ويؤكد أن سيناء كانت دائما جدار مصر الحصين وبوابة عبقريتها الدفاعية
وزير السياحة والآثار شريف فتحي وصف الاكتشاف بأنه تجسيد حي لعبقرية المصري القديم في بناء منظومة دفاعية متكاملة لحماية الحدود وتأمين أهم الطرق الاستراتيجية التي ربطت مصر القديمة بفلسطين مؤكدا أن القلعة الجديدة تروي فصولا جديدة من تاريخ مصر العسكري وتعزز من مكانة سيناء كأرض تحمل شواهد حضارية فريدة
الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد أوضح أن الكشف عن هذه القلعة الضخمة خطوة مهمة في إعادة بناء الصورة الكاملة لشبكة التحصينات المصرية على الحدود الشرقية خلال الدولة الحديثة مشيرا إلى أن كل قلعة يتم اكتشافها تضيف فهما أعمق للتنظيم العسكري والدفاعي لمصر الفرعونية وتثبت أن الحضارة المصرية كانت دولة مؤسسات قادرة على حماية أرضها وحدودها
النتائج الأولية للحفائر كشفت عن جزء من السور الجنوبي بطول 105 أمتار وعرض 2.5 متر يتوسطه مدخل فرعي بعرض 2.20 متر إضافة إلى أحد عشر برجا دفاعيا تم الكشف عنها حتى الآن إلى جانب البرج الشمالي الغربي وجزء من السورين الشمالي والغربي بينما واجهت البعثة تحديات كبيرة بسبب الكثبان الرملية المتحركة التي غطت أجزاء واسعة من الموقع
رئيس قطاع الآثار المصرية محمد عبد البديع أشار إلى أن البعثة عثرت على سور زجزاجي بطول 75 مترا يقسم القلعة من الشمال إلى الجنوب ويحيط بمنطقة سكنية خُصصت للجنود وهو تصميم معماري مميز يعكس مرونة وذكاء المعماري المصري القديم في التعامل مع طبيعة سيناء
كما تم العثور على كسرات وأوان فخارية وودائع أساس أسفل أحد الأبراج تعود إلى النصف الأول من عصر الأسرة الثامنة عشرة بينها يد إناء مختومة باسم الملك تحتمس الأول إضافة إلى أحجار بركانية يُرجح أنها نُقلت من جزر اليونان وفرن كبير لإعداد الخبز بجواره كميات من العجين المتحجر ما يؤكد أن القلعة كانت مركزا متكاملا للحياة اليومية للجنود
رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري الدكتور هشام حسين أوضح أن الدراسات المبدئية أثبتت أن القلعة شهدت مراحل متعددة من الترميم والتعديل عبر العصور منها تعديل تصميم المدخل الجنوبي أكثر من مرة مؤكدا أن البعثة ستواصل أعمالها أملا في الكشف عن بقية الأسوار والمنشآت وربما الميناء العسكري الذي كان يخدم القلعة قرب الساحل
القلعة الجديدة تمتد على مساحة نحو 8000 متر مربع أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة القلعة التي اكتُشفت بالموقع ذاته في ثمانينيات القرن الماضي وتقع على بعد نحو 700 متر فقط منها
الكشف يضاف إلى سلسلة القلاع المصرية المكتشفة على طريق حورس الحربي مثل تل حبوة وتل البرج والتل الأبيض ليؤكد من جديد أن المصري القديم لم يبن حضارته على الرمال بل شيدها على الوعي والانتماء والقدرة على حماية الوطن .
 


تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum