انفراد خاص ..فاطمة الكاشف تتألق في أولى ليالي عرض “لا تُطفئ الشمس”

في انفراد خاص لعشاق المسرح والفن الأصيل، خطفت النجمة الكبيرة فاطمة الكاشف الأنظار في أولى ليالي العرض المسرحي الجديد “لا تُطفئ الشمس”، المأخوذ عن رائعة الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، وذلك على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، في أمسية فنية راقية جسدت المعنى الحقيقي للفن الجاد والبصمة المسرحية الخالدة. العرض افتتح أبوابه أمام الجمهور في تمام الساعة الخامسة مساءً، حيث بدأ استقبال الحضور الذي ملأ القاعة قبل الموعد الرسمي لرفع الستارة في الساعة السادسة تمامًا، وسط أجواء من الحماس والترقب والتشويق، خصوصًا أن الدخول كان مجانيًا وبأسبقية الحضور، مما أتاح الفرصة لمحبي المسرح لحضور تجربة استثنائية بكل المقاييس.
منذ اللحظة الأولى لاعتلائها خشبة المسرح، أبهرت فاطمة الكاشف الحاضرين بأدائها القوي والمشاعر العميقة اللي جسدت بيها شخصية من شخصيات الرواية الخالدة “لا تُطفئ الشمس” التي تُعد واحدة من أكثر أعمال إحسان عبد القدوس إنسانية وعمقًا. وبأداءها الهادئ المتزن والمفعم بالإحساس، نجحت في أن تُحوّل النص الأدبي إلى لوحة حية تنبض بالمشاعر والتفاصيل، ما جعل الجمهور يعيش الحالة بكل صدق وكأنه جزء من الحكاية. فاطمة الكاشف استطاعت في هذا العرض أن تبرهن مرة أخرى على إنها فنانة من طراز فريد، تمتلك حسًّا فنيًا نادرًا يجمع بين البساطة والعمق، وبين الواقعية والرمزية، وبين الأداء التلقائي والحضور الطاغي، وده سرّ تفردها واستمراريتها على الساحة الفنية.
العرض المسرحي “لا تُطفئ الشمس” من إخراج المخرج المبدع إبراهيم أشرف، اللي قدم رؤية إخراجية جديدة ومختلفة للنص الكلاسيكي، مزج فيها بين الأصالة والحداثة، واهتم بكل تفصيلة صغيرة على الخشبة من الإضاءة إلى الموسيقى إلى حركة الممثلين، فخرج العرض بصورة فنية راقية تعكس روح المسرح الحقيقي اللي بيخاطب الوجدان قبل العين. الرؤية الإخراجية قدرت تحافظ على جوهر القصة الأصلية وفي نفس الوقت تقدمها بشكل قريب من الجمهور المعاصر، وده اللي خلا العرض يُقابل بإعجاب كبير من الحضور وتصفيق حار في نهايته.
وجود فاطمة الكاشف على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية له رمزية خاصة، لأنها واحدة من الفنانات اللي قدموا للمسرح الكثير، سواء من خلال أدوارها السابقة أو دعمها المستمر للأجيال الجديدة. الجمهور حسّ إن ظهورها مش مجرد مشاركة، لكنه عودة للبيت الأول للفن، عودة بروح العطاء والخبرة، وده انعكس في كل مشهد قدمته. أداؤها كان مليان نضج فني واضح، وتعبير صادق يخترق القلب قبل العقل، وكأنها بتعيش كل كلمة بتقولها من قلبها.
الليلة الأولى من العرض كانت ناجحة بكل المقاييس، مش بس بسبب الأداء المتميز، لكن كمان بسبب التنظيم الدقيق اللي اتسمت بيه الفعالية. الحضور بدأ يتوافد من وقت مبكر، وتجمّع عدد كبير من محبي المسرح، الطلبة، النقاد، وبعض الفنانين اللي حرصوا على دعم فاطمة الكاشف وزملائها، في إشارة جميلة لتكاتف الوسط الفني حول المسرح كأب لكل الفنون. ومن اللحظة اللي أُطفئت فيها أنوار القاعة وبدأت الموسيقى الافتتاحية، شعر الجميع إنهم أمام عمل فني راقٍ يليق بتاريخ المسرح المصري اللي دايمًا كان منارة للفكر والإبداع.
“لا تُطفئ الشمس” واحدة من الروايات اللي حفرت مكانها في وجدان القراء والمشاهدين من خلال معالجتها السينمائية القديمة، وعودتها للمسرح بهذا الشكل أعادت للأذهان عبق الأدب المصري الجميل. العمل بيناقش ببساطة وعمق فكرة الإنسان اللي بيحاول يلاقي نفسه وسط تناقضات الحياة، واللي بيبحث عن الحب، الحلم، والحرية، وده كله من خلال شخصيات مليانة مشاعر وصراعات داخلية. فاطمة الكاشف قدرت تقدم هذه الحالة الإنسانية بحس فني راقٍ، خلا الجمهور يتفاعل معاها في كل لحظة، وده ظهر في التصفيق الطويل اللي استقبلها مع نهاية العرض.
النقاد اللي حضروا الليلة الأولى أشادوا بالأداء الجماعي لفريق العمل، لكن كان فيه إجماع واضح على إن فاطمة الكاشف كانت هي روح العرض ونبضه، وإنها أضافت للعرض حالة من الاتزان والبهاء المسرحي اللي بيصعب تحقيقه إلا بخبرة فنانة كبيرة. كمان أشادوا بتعاونها الرائع مع المخرج إبراهيم أشرف اللي قدر يخلق حالة انسجام وتفاهم بين جميع عناصر العرض من ديكور وإضاءة وموسيقى وأداء تمثيلي.
ومع نجاح الليلة الأولى، الكل في انتظار الليالي القادمة من العرض اللي متوقع إنها تشهد إقبالًا جماهيريًا متزايدًا بعد الضجة الإيجابية اللي أحدثتها فاطمة الكاشف ومجموعة العمل على وسائل التواصل الاجتماعي. فالجمهور دلوقتي بقى متشوق يعيش تجربة مسرحية حقيقية، خصوصًا في ظل ندرة الأعمال اللي بتجمع بين الفكر والروح والمتعة في وقت واحد.
وفي النهاية، تظل فاطمة الكاشف نموذجًا للفنانة اللي بتحترم المسرح ككيان مقدس، وبتقدمه بكل حب وتقدير، واللي بتثبت في كل مرة إنها مش بس ممثلة موهوبة، لكنها صاحبة رسالة فنية وإنسانية كبيرة. نجاح أولى ليالي “لا تُطفئ الشمس” ما هوش مجرد نجاح عرض، لكنه نجاح لروح الفن الجميل اللي ما بينطفيش، زي ما العنوان بيقول: لا تُطفئ الشمس... لأن في قلوب الفنانين زي فاطمة الكاشف دايمًا في ضوء ما بيخلصش.