عبدالحى عطوان يكتب : المشهد الانتخابي المرتبك… هل نحن أمام انتخابات بلا انتخاب؟

لأول مرة في تاريخ البرلمان المصري، نشاهد حالة من الغموض والارتباك السياسي بهذا الحجم. فالقرار السياسي بات أسير الغرف المغلقة، والتعتيم يكاد يُحجب حتى عن القوى التي يُفترض أنها جزء من اللعبة. المواطن، والحزب، والمرشح المحتمل، جميعهم يقفون في ميدان مشوش، أشبه بمسرح تُحركه أيادي غير مرئية.ومشهد غير معلوم حتى لجزء من دوائر صنع القرار
والمثير للدهشة والاستغراب مع ساعات فتح باب الترشح، بدلا من أن ينتهى الغموض تصل الفوضى إلى ذروتها: لا أحد يعرف إن كان النظام الانتخابي سيُبنى على دوائر مفتوحة تتيح التنافس الحر، أم على مغلقة تُقصي الإرادة الشعبية. التحالفات الحزبية نفسها تبدو بلا ملامح، وكأنها صفقات لاقتسام الغنائم، حتى ولو تجاوزت المقاعد المقررة لكل دائرة.الأدهى،
ومع سخونة الأحداث يصل الارتباك إلى أقصاه وهذا ما شهدناه مؤخرًا من استبعاد أسماء سياسية ثقيلة، بعد أن قدمت أوراقها قانونيًا، في سابقة خطيرة تُحطم ما تبقى من شرعية العملية الانتخابية. وتجعلنا نتساءل اين الرصد وآلية الاختيار والتدقيق والتمحيص فى الخطوات الأولى من العملية الانتخابية حتى نصل للخطوات الأخيرة ثم يتم الاستبعاد
واليوم مع الارتباك والتخبط وعدم معرفة الناخب بالية الاختيار كل ذلك فتح أبواب الأسئلة الكبرى:هل نحن أمام انتخابات حقيقية ؟!، أم مسرحية سياسية تبدأ بالتصوير أمام اللجان وتنتهي بتعيينات مغلفة؟!هل الناخب ما زال فاعلًا في المعادلة، أم تحوّل إلى ديكور ديمقراطي بلا دور؟
والحقية لا أحد ينكر أن الفجوة بين الشارع وصانع القرار اتسعت إلى حد الانفصال الكامل. حتى الأحزاب التي كان يُفترض أن تمثل صوت المواطن صارت مركزاً للمزايدات، حيث يقف الكرسي النيابي لمن يدفع أكثر، بغض النظر عن الكفاءة أو الشعبية، مما يحوّل العمل السياسي إلى مزاد مفتوح على حساب الدولة والمجتمع.هنا يستحيل أن نسأل فقط عن شكل الانتخابات، بل عن معنى وجود برلمان من الأساس:هل سيولد مجلس يمثل الناس فعلًا؟!هل نستطيع انتظار حياة سياسية حقيقية من مشهد أُفرغ من مضمونه؟!
أم أن الأمر بات يحتاج إلى تدخل رئاسي جذري، يعيد بناء قواعد اللعبة على أساس احترام صوت الناخب، ويفرض الحد الأدنى من النزاهة التي تحفظ الثقة المفقودة؟
وختاماً..إن استمر هذا النهج في إدارة المشهد الانتخابي، فلن نكون أمام أزمة مؤقتة، بل أمام انهيار متدرّج لفكرة السياسة ذاتها في وعي الناس. فحين يتحوّل الصندوق إلى مجرد إجراء شكلي، وتنكمش المشاركة إلى حدود الخوف أو اللامبالاة، تتلاشى العلاقة بين الدولة ومواطنيها، ليبقى كل شيء معلّقًا على قرارات فوقية لا تعبّر عن أحد. وحينها، لن يكون السؤال عن نتائج الانتخابات، بل عن جدواها أصلًا… وعن وطنٍ يختار له الآخرون من يمثّله.
والبوم بعد كل هذة الغيوم بدت هناك انفراجة خيوطها فى الأفق تتضح بفتح الدوائر أمام المرشح الفردى لعل وعيشي يكون انينًا وصل لصانع القرار