18:10 | 23 يوليو 2019

الزفة

12:17am 23/09/25
خالد محمد الحميلي

 

في كل مناسبة، وفي كل موقف، يظهر ذلك النوع من البشر الذين يبرعون في دور "المشجع المؤقت"، يصفقون بصوتٍ عالٍ، ويهتفون بحماسٍ مصطنع، بينما قلوبهم فارغة من الإيمان بما يقولون. هؤلاء هم "كدّابين الزفّة".

 

هم لا يملكون موقفًا واضحًا ولا رأيًا ثابتًا؛ تارةً معك، وتارةً ضدك، حسب مصلحتهم الشخصية أو اتجاه الريح. كلماتهم منمّقة، وابتساماتهم واسعة، لكن داخلهم لا يعرف سوى التلوّن. يبيعونك الوهم على هيئة نصائح، ويمنحونك المدح وقت الرخاء، ثم يختفون أو ينقلبون عليك وقت الشدة.

 

المشكلة أن هؤلاء يتواجدون في كل مكان: في العمل، في المناسبات الاجتماعية، وحتى في دوائر الصداقة. يعرفون كيف يتقنون لعبة "الزفة"، يرفعون الصوت ويبالغون في التطبيل، فقط ليظهروا في الصورة. لكن عند أول اختبار حقيقي، تجدهم ينسحبون في هدوء أو ينضمون إلى الصف المقابل.

 

الخطر الحقيقي ليس في وجودهم فقط، بل في أن البعض يصدقهم، فيعيش على أوهام دعمٍ غير موجود، ويظن أن حوله جيوشًا من المساندين، بينما الحقيقة أن هؤلاء مجرد فقاعات، تختفي عند أول نسمة ريح.

 

لهذا، لا تنخدع بكثرة الأصوات ولا بهرجة "الزفة". فالصدق لا يُقاس بالصراخ، ولا المواقف تُعرف بعدد المصفقين. المهم أن تبحث عن القليل من الصادقين الذين يقفون بجانبك بصدق، لا عن الكثير من "كدّابين الزفّة" الذين يملأون الدنيا ضجيجًا بلا معنى.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum