البهنسا.. بقيع مصر الثاني وأرض الشهداء

البهنسا هي إحدى القرى التابعة لمركز بني مزار في محافظة المنيا بصعيد مصر. تمتاز هذه القرية بتاريخها العريق والمهم في العصور الإسلامية، حيث يُطلق عليها لقب "بقيع مصر الثاني" وذلك بسبب كثرة المقابر والشهداء الذين دفنوا فيها، مما يجعلها واحدة من أبرز مواقع الشهداء في مصر.

التاريخ الديني للبهنسا

البهنسا تعتبر من أقدم المناطق في مصر، ويعود تاريخها إلى العصور الفرعونية، ولكنها اكتسبت شهرة خاصة في العصر الإسلامي. بعد دخول الإسلام إلى مصر في القرن السابع الميلادي، شهدت البهنسا العديد من المعارك والوقائع الهامة. من أبرز هذه المعارك كان غزوة البهنسا التي جرت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وكان فيها الكثير من الشهداء الذين دفنوا في هذه المنطقة. لذلك، يُعتبر "بقيع مصر الثاني" نسبة إلى المقبرة الضخمة التي تحتوي على رفات هؤلاء الشهداء.

أرض الشهداء

البهنسا أصبحت مركزًا ثقافيًا ودينيًا هامًا في التاريخ الإسلامي، وازدادت شهرتها كأرض الشهداء. ففي القرون التالية لانتشار الإسلام، اعتبرتها العديد من الشخصيات الإسلامية مرجعية دينية، ودفن فيها العديد من العلماء والمجاهدين. من أبرز الأحداث التي مرّت بها القرية هو تواجد الصحابي الجليل "عبد الله بن الزبير" الذي كان قد شارك في معركة البهنسا ضد الرومان.

المقابر والمواقع الدينية

أحد السمات البارزة التي تميز البهنسا هي مقابرها الكثيرة التي تمتد على مساحات واسعة. فهذه المقابر ليست فقط مخصصة للقتلى في الحروب، بل أيضًا للعلماء والصالحين الذين دفنوا في أرضها. يتميز "بقيع مصر الثاني" بتنوع المقابر والمواقع الإسلامية المختلفة، وتعتبر مكانًا مقدسًا لدى المسلمين الذين يزورونه لإحياء ذكرى الشهداء والصالحين.

البهنسا اليوم

تعد البهنسا اليوم واحدة من المواقع السياحية والدينية الهامة في مصر، حيث يزور العديد من الزوار والمواطنين القرية للاطلاع على تاريخها العريق، وزيارة مقابر الشهداء. هناك العديد من المواقع التي يمكن مشاهدتها في البهنسا، مثل الآثار الإسلامية التي تعود إلى العصور الوسطى.

البهنسا تظل رمزًا للتاريخ، والشجاعة، والتضحية في سبيل الإسلام، وتعتبر صرحًا من صروح الذاكرة الجماعية للمصريين في فترة ما بعد الفتح الإسلامي.