لا عزاء للأخلاق في واقعة الضابط المحترم

حادثة الضابط في قنا تعكس موقفًا قد يتكرر يوميًا في العديد من الأماكن، حيث إن تجاوزات بعض التجار واستغلالهم للمستهلكين أصبحت أمورًا مألوفة. ما يميز هذه الحادثة تحديدًا هو شخصية الضابط الذي تصرف بأخلاق رفيعة وشجاعة نادرة. فقد كان بإمكانه، مستفيدًا من موقعه الرسمي، أن يحصل على معاملة خاصة بل وربما على السلع دون مقابل، ولكن بدلاً من ذلك اختار أن يتعامل كأي شخص عادي دون الإفصاح عن هويته.
دخل الضابط المتجر بنيّة شراء حاجياته كبقية المواطنين، لكن أثناء التسوق لاحظ تجاوزات في الأسعار حيث كانت أعلى من تلك المعلنة قانونيًا. عندما طلب فاتورة الشراء كإجراء طبيعي، قوبل برفض من العاملين مما أشعل مشادة كلامية تطورت بشكل غير مبرر إلى اعتداء جسدي عليه من قبل صاحب المتجر وأحد العاملين.
سرعان ما تدخلت الأجهزة الأمنية ونجحت في إلقاء القبض على المتهمَين. وأكدت التحقيقات الأولية وجود مخالفات متعددة داخل المتجر، فضلاً عن سجل سابق للعاملين مع الزبائن بما يشير إلى ممارسات غير قانونية متكررة. بناءً على ذلك، أغلقت السلطات المحل التجاري، وقررت النيابة العامة حبس المتهمين 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
الحادثة ألقت الضوء مجددًا على جهود وزارة الداخلية المصرية في التصدي لكل أنواع الفساد واحترام تطبيق القانون بحزم تجاه كل من يتجاوزه. كما أنها جاءت لتبرز أهمية دور المسؤولين المشرفين الذين يقدمون نموذجًا إيجابيًا في التعامل مع المواطنين ويعملون على محاربة الفساد بشكل عملي وفعّال. تحية تقدير لهذا الضابط ولمن يسير على خطاه لتحقيق العدالة ومكافحة التجاوزات بمختلف أشكالها.