18:10 | 23 يوليو 2019

منى صدقى تكتب : هو فيه أيه ؟!

11:24am 13/05/25
منى صدقى مازن
منى صدقى مازن

سؤال أصبح متكررًا يوميًا في حياة المصريين، سواء في الشوارع، المنازل، وسائل المواصلات، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي. سؤال يبدو بسيطًا لكنه محمّل بقلق عميق وتساؤلات كبيرة حول ما وصل إليه حال المجتمع في الآونة الأخيرة من مظاهر عنف مروعة، وقائع اغتصاب وهتك أعراض، وانهيار سلوكي يهدد الأسرة المصرية  واستقرار المجتمع.
بات من المؤسف أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورًا كبيرًا في إظهار هذه الظواهر ، فكل لحظة ينزل على الناس عشرات من الأخبار المؤلمة عبر شاشات هواتفهم : طفل يُعذَّب، فتاة تُغتصب، أم تُقتل على يد ابنها، زوج يذبح زوجته أمام أطفاله، وطفل يتعرض للانتهاك في المدرسة مثل مأساة الطفل "ياسين" وغيره مثل المُدرّس الذي يتحرش بطالباته ومقتل الطفل "أدهم" الذي قُتِل على يد ثلاثة أطفال لم يتجاوزوا 13 عامًا، أو الحادثة التي شغلت الرأي العام حول الطالبة "روان" التي لقيت مصرعها من الطابق الخامس بجامعة الزقازيق وسط شائعات تكشف عن تورط أشخاص ذوي نفوذ داخل الجامعة .
كما لم تسلم طفولة "مريم"، تلك الطفلة التي تعرضت للاغتصاب ممن كان من المفترض أنه جار أمين، مهددًا إياها بالقتل إن أقدمت على الحديث فالأمر يا سادة يا كرام  تجاوز حدود الكبار لينال من براءة الأطفال، إذ أصبحت حوادث اغتصاب الأطفال على يد أقاربهم أو جيرانهم متكررة بشكل صادم ، وبدلًا من وجود حلول مجتمعية للردع أو وقف هذا النزيف الأخلاقي، نجد أحيانًا حالة من الإنكار المجتمعي، أو حتى الأسوأ الاكتفاء بالصمت المشين.
فكيف يكون هناك أمان في بيت يفترض أنه الملاذ الآمن للطفل؟ وكيف يمكن لجيل أن ينضج بشكل طبيعي وهو يتعرض لأبشع الانتهاكات منذ نعومة أظفاره؟ لقد وصلنا إلى وضع نخاف فيه ترك أبنائنا حتى مع الأقارب الأقرب إلينا، وأصبح الأطفال محاطين بخوف دائم وغير مبرر تجاه كل من حولهم، وهو شعور أصبح راسخًا بسبب المشاهد المروعة التي نراها ونسمع عنها يوميًا.
أصبحت منصات مثل فيسبوك وتيك توك وتويتر بمثابة مرآة توثّق الجرائم المجتمعية وتُظهر الواقع المؤلم ، صور وفيديوهات لجرائم عنف تُنتشر كالنار في الهشيم، تحول المشاهد إلى مادة للتسلية والتفاعل بدلًا من أن يكون جرس إنذار للمجتمع كله ، وبين مشاهد لمواطنين يصورون الاعتداءات بدل أن يتدخلوا لإنقاذ الضحية، وآخرين ينشرون صور الضحايا دون مراعاة لحرمة الموتى أو آلام أسرهم، نرى أن الإنسان أصبح أقل تعاطفًا وأكثر انسياقًا نحو استعراض المآسي بدلاً من البحث عن حلول.
لكن يبقى السؤال: هل هذه الجرائم جديدة؟ أم أن منصات التواصل الاجتماعي مجرد أداة كشفت المستور؟ هل نحن أمام مؤامرة تهدف إلى زعزعة استقرار وأمن البلاد؟ أم أننا أنفسنا ساهمنا في الانحدار الأخلاقى الذي نشهده اليوم؟ ما الأسباب التي دفعت المجتمع إلى هذا الانهيار الخطير؟ وما الذي أوصل أفراد المجتمع إلى حد التوحش؟  
أسئلة كثيرة ومعقدة تحتاج إلى تحليل ونقاش فمن يجيبنا على كل هذه الأسئلة ومن يضع لنا الحلول لما وصلنا إليه الآن ؟
 

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn