من يقبض أرواح الحيوانات وما مصيرها؟
ذوات الأرواح غير البشر من الحيوانات والطيور إذا ماتوا أين تذهب أرواحهم؟ وهل ملك الموت يقبضها أم ما الذي يحدث لها بالضبط؟
أولا:
أخبر سبحانه أن ملك الموت يقبض أرواح بني آدم ، فقال: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ / السجدة/١١.
وأما أرواح البهائم والطير، فلم يرد فيها نص من الكتاب أو السنة الصحيحة ـ فيما نعلم ـ ، وإنما ورد في ذلك حديث لا يصح ، وهو: آجال البهائم كلها من القمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال كلها والبقر وغير ذلك ، آجالها في التسبيح ، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها ، وليس إلى ملك الموت من ذلك شيء.
ولهذا قال بعض أهل العلم: إن ملك الموت هو الذي يقبض أرواح الجميع، وقال بعضهم: إن الله يتوفاها بنفسه ، فيعدم حياتها.
هل ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات؟
إن ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات أو غير موكل ، ما الفائدة من هذا؟! هل سأل الصحابة عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، هم أحرص منا على العلم ، والرسول أقدر منا على الإجابة ، ومع ذلك ما سألوا، إنما قال الله عز وجل: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ، موكل بقبض أرواح بني آدم ، أما غير أرواح بني آدم لم يثبت ، والله أعلم.
ولكننا أهم شيء في جواب هذا السؤال أن الإنسان لا يتنطع ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون ، فلا تسأل عن شيء ليس فيه فائدة ، والله لو كانت فيه فائدة بعلمنا أن ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات الأخرى لبينها الله سبحانه وتعالى، إما في القرآن أو السنة ، أو أن الله يقيض من يسأل الرسول عن هذا، ولهذا كان الصحابة يفرحون أن يأتي أعرابي من البادية يسأل عن شيء ربما يستحون أن يسألوا الرسول عنه.
الحاصل يا أخي أنت ومن يسمع أقول: إن التعمق في هذه الأمور خطأ؛ لأن الرسول قال: (هلك المتنطعون) ما قالها مرة: (هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون/ ثلاث مرات، في مثل هذه الأمور الغيبية خذ ما ثبت ودع ما لم يذكر … فعلينا يا إخواني! أن نأخذ من مسائل الغيب ما ثبت عندنا، والباقي نسكت عنه، لو كلفنا به أو كان لنا مصلحة في معرفته لبينه الله ، قال الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ/ النحل/٤٤، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً نحتاجه إلا بينه .
ثانيا:
أما مصير أرواح هذه الحيوانات ، يقول الله تعالى : وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون : يحشر الخلق كلهم يوم القيامة ، البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله يومئذ أن يأخذ للجماء ( التي لا قرون لها) من القرناء. قال: ثم يقول: كوني ترابا. فلذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابا.