الإبداع ما بين الكم والكيف
يقول سيدنا عيسى علبه السلام لتلاميذه وحوارييه( أنتم ملح الأرض ) ونجد كثيرًا من الآيات القرآنية حينما تتحدث عن المؤمنين والشاكرين نري كلمة (قليلا ) و(قليل) وأن الأشياء العظيمة قد تكون ليست قليلة بحسب بل متفردة مثل الشمس و القمر وهكذا ، فمن خلال ذلك الطرح يتجلى لنا معيارٌ واضح فى قياس قيمة الأشياء بانها ليست بكثرتها ولا بقلتها بل بجودتها ومدى فاعليتها وتأثيرها فهناك من الشعراء من خلَّد اسمه بيتٌ من الشعر وهناك من الفنانين من قام بعمل واحد متميز جعله يحفر اسمه بأزميل من الذهب على جدران التاريخ .لكن قد يتفاخر البعض بكثرة النتاج الضعيف الذي يتوارى من الذاكرة ويمر كمر السحاب دون أن يترك أثرًا فى الحياة . وعلى الجانب الآخر نرى شاعرًا ترك قصيدة واحدة أو ديوانًا واحدًا استمر فى وجدان الدهر واستقر فى عقول الناس . أو مبدعًا فى مجال ما ترك العمل القليل ذا الجودة العالية تخلَّد عبر الزمن لعظمة تأثيره وجودة ثمرته وفاعليته .فالإبداع ليس كمًا بقدر الكيفية لكن يا حبذا لو كان العمل يجمع ما ببن الكم والكيف وهناك من المبدعين فى كافة المجالات من استطاع ان يجمع بين الحسنيين كمًا وكيفًا وذلك هو المعيار الأعظم و الأدق فى قياس الأمور الإبداعية وهو الكيف (الجودة التميز التمكن التفرَّد ) ويا للجمال حينما يجتمع الكم والكيف وطالما نحن بصدد الإبداع الأدبي وخاصة الشعر فجودة القصيدة تتجلى فى الموضوع وصياغة الموضوع من ناحية الإحكام والبلاغة والقوة وجمال الصور ودقة الألفاظ بالإضافة وعبقرية الطرح إلى توافر المكونات الأساسية فى بناء القصيدة الشعرية فخلاصة مقالي هذا أن الجرعة الابداعية مثل وجبات الطعام ليس بكميتها لكن بتنوعها وجودتها الغذائية وهكذا الإبداع ليس بكثرته الضعيفة لكن بجودته العالية دون النظر لكثرته لكن يا حبذا لو اجتمع جمال الكيف مع كثرة الكم . وصدق المثل الشعبي إذ يقول (بورة أبرك من بستان)