إتقان العمل والعبادة
لقد حث الإسلام على تحسين العمل وإتقانه؛ حتى ترقى الأمة في صناعتها وتصبح منافسة لغيرها من الدول الكبرى، ونحن - المسلمين - تعلمنا تلك الصفة مما ذكره لنا ربنا من حسن الصنعة والإتقان للكون الفسيح، فقد قال سبحانه وتعالى: ( ..صنع الله الذي أتقن كل شيء ) وقال تعالى: ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
والدعوة إلى الإتقان امتدت في شريعتنا السمحاء إلى الطيور والحيوانات، فقد علمنا الرسول عليه السلام الطريقة المتقنة والمثلى في الذبح فقال - صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته ) ولذلك علم النبي - صلى الله عليه وسلم- أمته إتقان العمل على أرض الواقع حينما علم الغلام الذي لا يحسن السلخ كيف يسلخ، فقال للغلام: ( تنح حتى أريك ) فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم- يده بين الجلد واللحم حتى وصل إلى الإبط، فقال - صلى الله عليه وسلم- : ( يا غلام هكذا فاسلخ )
ومن حيث إتقان العبادة فقد قال- صلى الله عليه وسلم- لمن ينقر الصلاة نقرا: ( ارجع فصل فإنك لم تصل...) حتى تعلم من الرسول كيف يتقن الصلاة ويعطيها حقها في الخشوع والركوع والسجود، وسماها الرسول من أسوء السرقات.
وفوائد إتقان العمل والعبادة أنها طريق لمحبة الله، وأنها سبب في رقي الأمم وجعلها في مصاف الدول المصدرة.