سوهاج بين مطرقة الفساد وسندان الإصلاح: معركة المحافظ في مواجهة المفسدين

فى قلب الصعيد، هناك محافظة تنبض بالحياة رغم ما يثقل كاهلها من مشكلات مزمنة، محافظة عريقة بتاريخها، ثرية بمواردها، اسمها سوهاج. لكنها اليوم لا تعيش أيامًا عادية، بل تخوض معركة شرسة يقودها رجل قرر أن يكسر صمت الفساد المزمن، ويبدأ حربًا مفتوحة على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات أهلها.

اللواء عبد الفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج، لم يأتِ ليكون موظفًا روتينيًا جديدًا يوقع المعاملات وينأى بنفسه عن الصراعات، بل جاء محاربًا، لا يخشى في الحق لومة لائم. رجل اختار أن يواجه ملفات الفساد المتغلغلة في المديريات، الإدارات، الدواوين، والهيئات. فسادٌ لم يعد يخفى على أحد، من سرقة أراضي الدولة، إلى الابتزاز، مرورًا بالإهمال المتعمد، والرشاوي، وصفقات تدار خلف الأبواب من بعض أصحاب النفوذ.

ما يحدث من تسهيل لمهام مشبوهة عبر وسطاء مأجورين، وتواطؤ من بعض الموظفين والموظفات في مواقع حساسة، يدق ناقوس الخطر. إنها شبكة خيوطها ممتدة، تستغل السلطة والثقة لتنفيذ مخططاتها بعيدًا عن أعين الرقابة. ولكن المحافظ لا يغض الطرف، ولا يتراجع. بل كل يوم يكشف واقعة، ويُحيل فاسدًا، ويغلق بابًا كان مفتوحًا للعبث.

وهنا يثور سؤال جوهري: أين المواطن السوهاجي؟

أين الجمهور، أين الشباب، أين المجتمع المدني؟

هل سنترك هذا الرجل وحده في معركة لا تخصه وحده بل تخصنا جميعًا؟ هل نسمح للمخربين أن يشوهوا صورته، وهو الذي يعمل بصمت على جبهات التعليم، الصحة، المحليات، التنمية، وإعادة إحياء روح الانتماء لسوهاج؟

الصمت في مواجهة الفساد جريمة.

كل من يرى فسادًا ولا يبلّغ، كل من يعلم بمخالفة ويسكت، هو جزء من الأزمة، لا من الحل.

أين الإعلام المحلي؟ أين الصحافة؟ أين المنصات الرقمية؟

لابد أن تتوحد الجهود لكشف الحقائق، لا للترويج للشائعات المغرضة التي يُراد بها كسر إرادة رجل يُقاتل من أجل الصالح العام.

يا شباب سوهاج، يا عقلها النابض، يا فخرها،

آن الأوان أن تقولوا كلمتكم، أن تقفوا صفًا واحدًا، وتدعموا كل مسؤول مخلص يحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه. لا تسمحوا لأعداء الوطن أن ينتصروا، لا من الداخل ولا من الخارج.

نقولها صراحة:

نحن معك، سيادة المحافظ، ندعمك، نؤمن بإصلاحك، ونقف إلى جوارك حتى النهاية.

فلنحارب الفساد، لا بالشعارات، بل بالمستندات، بالأدلة، بالتحرك القانوني، وبتحرك الشارع المحترم الواعي.

سوهاج تستحق الأفضل... ولن نحيد عن دعم كل من يعمل لأجلها.