التشدد في الإسلام
إنَّ ما يَدَّعونه اليوم من افتراءاتٍ على الإسلام، وأن كل شيء لم يفعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدعةٌ وضلالة، وهذا افتراءٌ خاطئ؛ فإنَّ الرسول-صلى الله عليه وسلم- أمرنا بأشياء ولم يفعلها، أهذا يكون بدعة؟!
هذا ليس بدعة، فهناك أشياء اختص بها النبي- صلى الله عليه وسلم- حرامٌ علينا فعلها كزيادة الزوجات عن أربع، وهناك اشياء سكت عنها النبي وفعلها الصحابة وهي من السنة التقريرية، انقول عليها بدعة؟!
ولكن نقول: إن كل ما له دليلٌ شرعيٌ في الإسلام فليس ببدعة، سواء هذا الدليل من القرآن أو السنة -القولية، الفعلية، التقريرية- فذلك كله من الشرع وليس ببدعةٌ ولا ضلالة، بل إنَّ كل أمرٌ يتوصل به إلى طاعة الله وطاعة رسوله فهو حسن.
وقد قال-صلى الله عليه وسلم _: "مَن سَنَّ في الإسلام سُنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإسلام سُنةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" رواه مسلم.
فالأمر الحسن الذي يكون وسيلة لطاعة الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- فلا بأس به وله أجره وأجر من عمل به.
*وأما البدعة المحرمة*: فهي التي لا دليل لها في الشرع أو تكون وسيلة لمعصية الله فهذا بلا شك حرام؛ فكل ما يؤدي للحرام فهو حرام وقال-صلى الله عليه وسلم-:"ليس من نفس تُقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ منها؛لأنه كان أول من سن القتل" متفق عليه.
فإن الله تعالى نَزَّل أحسن الحديث كتاب الله وتم لنا الدين وهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فقال تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" ولأن الله تعالى تمم علينا الدين فلا حاجة لنا بالأمور المحدثة؛ فلذلك قال الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌ" متفق عليه.