فريد عبد الوارث يكتب: سيناء.. بوابة المجد و راية لا تُنكس

يطل علينا يوم الخامس و العشرين من أبريل سنويًا و معه تهل ذكرى تحرير درة مصر و تاج البطولات و العطاء على مر التاريخ أرض التجلي و بوابة مصر الشرقية، و ذلك عقب سنوات من التضحيات و الحروب و بذل الدماء التي روت رمالها من خيرة الجند أبناء مصر المخلصين.
هي ليست كباقي الأرض، لكنها أرض اختصها رب العباد بالتجلي، هي أرض العزة و الأنبياء، هي أرض البذل و العطاء، شاهدة على بطولات المصريين الذين لم يلينوا و لم يفرطوا و كتبوا التاريخ بدمائهم و رسموا المستقبل بفلذات أكبادهم.
آلاف السنين مرت و هي مطمع الطامعين و منتهى أمل المحتلين منذ عصور ما قبل التاريخ و حتى قدوم شتات أهل الأرض الصهاينة المتجبرين الذين ما لبثوا يحاولون ويخططون للسيطرة عليها، و هيهات لهم ما يتمنون فما زال أبناء مصر على العهد و الوعد و بالمرصاد و أيديهم جاهزة على الزناد .
عيد تحرير سيناء ليس مجرد ذكرى و يوم أجازة رسمية و فقط، بل هو الرسالة الأقوى للعالم أجمع، مصر ما لانت و لا هانت و لا فرطت يوماً في حبة رمال من واديها و لا صحرائها و لن تفرط، فما زالت القلوب تتقد بحبها و لا زالت رايتها عالية خفاقة لا تنكسر و وعد جيشها لا يُخلف.
أما اليوم فقد تحولت سيناء إلى حلم ينفذ و مشروعات تنمية تمتد و شرايين حياة تملؤها مياه النيل و أنفاق القناة و خطوط السكك الحديدية بداية من شط القناة وصولاً لشواطئ المتوسط، تحميها آلاف المعدات العسكرية و القواعد العسكرية الجاهزة للهجوم و ليس للدفاع كما اعتادت إسرائيل و من ورائها.
و أصبحت الأيادي التي حملت السلاح لتحرير سيناء هي نفس الأيادي التي تحمل الفأس لتزرع و تعمر و تبني، لتحول أرض الفيروز من صحراء جرداء إلى جنات خضراء، تتوسطها مدن حديثة و مشاريع عملاقة يسكنها شعب وفي يعرف قيمتها و يراها كنزاً يستحق أن يُصان و أن يستعاد.
سيناء لنا و ستظل .. ما دامت لنا أنفاس .. و ما دام لنا جيش يحمي و شعب يفدي و قيادة وطنية مخلصة .. سيناء لنا حتى يرث الله الأرض و من عليها .. و السلام