الثأر

الثأر 

الصلحُ خيرٌ والسلامةُ مَغنَمٌ 

إنَّ التصالحَ للنفوسِ ثمارُ 

طوبى لقومٍ بالتسامحِ قد عَفَوْا

حقنُوا الدماءَ فما بغَوا أو جاروا

لبُّوا نداءَ المصلحينَ بحكمةٍ

قبِلوا شروطًا صاغها الأخيارُ 

تركوا العداوةَ والضغينةَ بينكم

غرثوا المودة فالقلوبُ عمارُ 

كم من عيالٍ بالحروبِ تيتمت

كم من بيوتٍ خُرِّبت و ديارُ

كم من نساءٍ بالصراع ترمًّلت

إنَّ الرجالَ على النساءِ تغارُ

إنَّ الرجالَ على البلاءِ تعقًّلُوا

فالثأرُ سجنٌ موتةٌ أو نارُ

الثأرُ يحصدُ كالمناجل روحَنا

الثأرُ سهمٌ مُحرِقٌ وسُعارُ

كم من قصورٍ بالصراعِ تغلَّقت

بُومٌ بها وتحرَّقت أشجارُ

كم أبرياءٍ أُزهِقَت أرواحُهم

بأي ذنبٍ تُقتلُ الأبرارُ ؟!

أهل التهورِ بالندامةِ قد بكَوْا 

فقدوا الأمان بحسرةٍ وانهاروا

أهل المشاكلِ بالخسارةِ حالُهم 

والغاضبون تندموا واحتاروا

هلكت نفوسٌ بالعنادِ تمسَّكَت

إنَّ التكبُّرَ و الغرورَ مرارُ

الثأرُ دائرةٌ إذا لفَّت بنا

تفنى حياةٌ يابسٌ وخضارُ

بتربُصٍ تقضى حياتَك كلَّها

حاشا يغرُّكَ عٍزوةٌ ودولارُ 

فازت رجالٌ إذ تعيشُ بحكمةٍ

جَنحوا لسِلم بالتُقى قد ساروا

منعوا الخرابَ من البيوتِ بصلحهم

أهلُ السماحةِ بالعهودِ كبارُ 

سِلمٌ أمانٌ فى الحياة نعيمُها

والبَغىُ شرُ ، فتنةٌ ، إعصارُ 

قتلُ النفوسِ من الكبائر يا فتى

خِزىٌ بدنيا فى الخلودِ دمارُ

موسى دعا وكذا المسيحُ بدعوة

والمصطفى نحو السماحِ أشاروا

طوبى لقومٍ أصلحوا ببن الورى

الخيرُ فيهم والوفاءُ شعارُ