نفيسة العلم
خلوة السيدة نفيسة - أعلى جبل المقطم روضة من رياض الجنة على جبل المقطم، على مقربة من مسجد العارف بالله سيدي احمد بن عطاء الله السكندري وبجوار سلطان المشرق والمغرب سيدي عبدالله بن أبي جمرة ،إنه محراب سيدة من سيدات بيت النبوة السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم، التى اشتهرت بالعبادة والزهد، وهي صاحبة الجامع المشهور بالقاهرة.
محراب كانت تتعبد فيه السيدة نفيسة رضى الله عنها و أرضاها عندما كانت تريد أن تناجى ربها بعيدا عن أعين الناس ،فاتخذت من هذا المكان خلوة لها، و مكتوب على جدرانها :" اللهم إنك كريم تحب العفو فاعفو عنا ،إن الله و ملائكته يصلون على النبى يأيها الذين أمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما اللهم صلى على سيدنا محمد " ،و سورة يس .
و على باب الخلوة مكتوب: "محراب السيدة نفيسة رضى الله عنها ..بسم الله الرحمن الرحيم لهم دار السلام عند ربهم وهو و ليهم بما كانوا يعملون صدق الله العظيم "،خلوة السيدة نفيسة يتزاحم الكثيرون عليها كي يرفعوا أكف الضراعة إلى المولى عز وجل.
يذكر أن السيدة نفيسة رضى الله عنها ، ولدت بمكة المكرمة في 11 من ربيع الأول عام 145 هـ، وانتقل بها أبوها "الحسن الأنور" إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة من عمرها، وهناك كانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع العلم من شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بـ"نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج ،وتزوجت في رجب عام 161 هـ، من "إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ورحلت مع أسرتها إلى مصر، ووصلوا إلى القاهرة في 26 رمضان عام 193 هـ، وحين علم المصريين بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش، ورحبوا بهم، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، فخرجت عليهم قائلة: "كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى"، ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخل والي مصر السري بن الحكم وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه"، فوهبها دارًا واسعة -وهي مكان مسجدها الحالي-، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع فرضيت وبقيت.