18:10 | 23 يوليو 2019

حين يسقط القناع وتظهر الوجوه كما هي بقلم/نشأت البسيوني

10:20pm 26/12/25
صوره ارشيفيه
نشأت البسيوني

حين يسقط القناع وتظهر الوجوه كما هي بنفهم إن الزمن ما بيغيرش الناس قد ما بيكشفهم وإن المواقف مش بتخلق معدن جديد لكنها بتشيل الغطا عن معدن أصله كان مستخبي وبييجي علينا وقت معين من العمر ندرك فيه إن الدنيا مش بالشكل ولا بالمظاهر ولا بالكلام الحلو اللي بيتقال من بره وهو من جوه فاضي من الرحمة والنية الطيبة ندرك إن في ناس كنا شايفينهم سند وهم 

 

الحقيقة أول ناس يسيبونا أول ما رجلنا تهتز وإن في قلوب كنا فاكرينها صافية وبيضة وهي في حقيقتها مليانة غيرة وغل ووجع مش بتاعنا وده أصعب درس ممكن يعدي على إنسان لأن الوجع اللي يجي من بعيد بينتهي لكن وجع القريب بيعلم في الروح وبيفضل أثره موجود سنين وفي الأيام اللي مفيهاش مجاملة ولا فيها طاقة تمثيل بيبدأ القناع يقع واحد ورا التاني وتبان حقيقة كنا 

 

مغمضين عنها سنين يمكن عشان بنحب بزيادة أو بنثق بسرعة أو بنعطي بدون حدود ويمكن لأن قلبنا نضيف زيادة عن اللزوم بيصدق إن كل الناس زينا لكن الحقيقة إن مش كل ضحكة صادقة ولا كل كلمة حلوة طالعة من محبة ولا كل قريب قريب بجد وفي اللحظات دي بنفهم إن مش كل حد يستحق وجودنا ولا وقتنا ولا قلبنا وإن في ناس وجودها كان ابتلاء مش نعمة اختبار مش راحة 

 

إشارة مش مودة ناس بتظهر حقيقتها أول ما يتطلب منها موقف بسيط موقف يبين جوهرها من غير رتوش ولا أقنعة ومع أول خيبة كبيرة نفهم يعني إيه نضج ويعني إيه عقل ويعني إيه حدود ويعني إيه نقول لأ من غير خوف ويعني إيه نختار نفسنا حتى لو العالم كله قال إننا اتغيرنا لأن اللي اتغير مش إحنا اللي اتغير إحساسنا تجاه ناس ماعرفوش قيمتنا ولا حافظوا على وجودنا ناس افتكروا 

 

إن العطاء حق مكتوب مش حاجة بتتقاس بالتقدير ناس نسوا إن القلب لو اتكسر صعب يرجع زي ما كان ومع مرور الوقت بنوصل لنقطة نقول فيها خلاص كفاية كفاية من العلاقات اللي بتستنزف سلامنا كفاية من ناس بتعرف تاخد وما تعرفش تدي كفاية من وجوه حافظين ابتسامتها وعارفين إن وراها ألف نية مش نقية كفاية من محاولات إصلاح ناس مش عايزين يتصلحوا ومن تقرب 

 

لناس بتقرب للمصلحة وتبعد عن أول لحظة جد ولما القناع يقع وتبان الوجوه على حقيقتها بنشكر ربنا إنه أذانا بدري قبل ما نتمادى في العلاقات الغلط بنشكره إنه كشف معدن الناس على حقيقتهم قبل ما الوقت يفوت وإنه علمنا نقف لوحدنا وإن القوة مش في الكم اللي حوالينا القوة إن قلبنا يتكسر ويقوم يتوجع ويقوم ينكسر ويتصلح ويرجع أقوى كل مرة وفي الآخر بنسأل نفسنا سؤال واحد 

 

هل خسارتنا ليهم كانت خسارة ولا كانت نعمة وفي الغالب بنكتشف إنها كانت نعمة كبيرة لأن اللي راحوا كانوا عبء مش سند وكانوا صخب مش راحة وكانوا سبب سقوط مش سبب قوة ومع رحيلهم الطريق بقى أنضف والقلب بقى أهدى والرؤية بقت أوضح والقناع مهما طال سقوطه لازم يسقط وفي اليوم اللي يسقط فيه نعرف مين كان يستحق يكون في حياتنا ومين كان مجرد مشهد عابر في صفحة واتقفلت

 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum