حين تنطفئ الأماكن ويبقى الإنسان واقفاً وحده
في لحظة معينة بنكتشف إن الأماكن اللي كنا فاكرينها بتدينا أمان ما كانتش أكتر من جدران صامتة بتحمل أسرارنا من غير ما تفهمها البيوت اللي ضحكنا فيها والطرق اللي مشيناها والحتت اللي ارتبطت بذكرياتنا كلها بتتغير لأنها عمرها ما كانت ثابتة ولا عمرها كانت بتضمن لحد راحة دائمة وفي يوم نلاقي نفسنا واقفين لوحدنا في نفس المكان اللي كان مليان ناس وضحك ونحس إن كل شيء
بقى غريب حتى الهوا اللي كنا بنتنفسه هناك يبقى تقيل كأنه مش هوا نفس المكان لكن مش نفس الروح واحنا اللي اتغيرنا من غير ما ناخد بالنا احنا بنكبر غصب عننا بنفقد حاجات كنا شايفينها جزء منا وبنكسب حاجات ما كناش متوقعينها بنقابل ناس يخضوا القلب بنقاءهم وناس يطفوه بكلمة واحدة واللي بنفتكره ثابت نلاقيه أول حاجة بتروح الحياة نفسها بتتعامل معانا بمنطق غريب بتاخد مننا
ناس وبتهدي ناس وبتقفل أبواب وبتفتح غيرها فجأة من غير ما تشرح ليه أو ازاي لكن وسط كل ده الإنسان هو الحاجه الوحيدة اللي بتكمل رغم التعب ورغم الخوف ورغم كل المرات اللي وقع فيها ووقف من غير ما حد يشوف احيانا بنوصل لمرحلة نحس إن مافضلش فينا طاقة نكمل ولا ود فينا نسمع ولا قلب قادر يتحمل لكن مع ذلك بنمشي يمكن لأن الروح أقوى من شكلها ويمكن علشان
ربنا بيزرع فينا قدرة ما نعرفهاش غير لما الدنيا تضيق بينا واللي حوالينا يختفوا وقتها بنلاقي نفسنا قدام الحقيقة اللي هربنا منها سنين إن كل شيء حوالينا مؤقت وإن ثباتنا الحقيقي جوا نفسنا مش بره ولا في حد ولا في مكان ويمكن اجمل حاجة في الحياة رغم قسوتها إننا بنتعلم نرجع لنفسنا لما الدنيا تهزنا بنتعلم نسمع صوتنا اللي كنا سايبينه في آخر الصف بنتعلم نعرف احنا مين
وعايزين إيه وازاي بنكمل حتى لو مافيش حد شايف ده لأن اللي بيحصل جوانا أكبر بكتير من اللي ظاهر للناس كل لحظة بنفتكر فيها إننا خلاص وقعنا بنكتشف بعدها إننا كنا بنقوم بشكل اقوى وإن الكسرة اللي حسبناها نهايتنا كانت بداية جديدة ما شفناهاش من اول مرة الأماكن بتنطفئ والناس بتتغير والدنيا بتلف بينا بس الإنسان الحقيقي اللي جوانا هو اللي بيفضل واقف حتى لو اتهز
وحتى لو تعب وحتى لو اتكسرت جواه حاجات محدش يعرفها لأن جوه كل واحد فينا قوة بتفوق كل اللي عاشه قوة مش لازمة تكون باينة ولا مسموعة يكفي إنها موجودة وبتسندنا في اللحظة اللي ما يبقاش فيها سند


















