وزير الخارجية التركي: لن نسمح بأن تعود سوريا ساحة للفوضى
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن بلاده لا يمكن أن تسمح بأن تتحول سوريا مجددا إلى ساحة فوضى.
جاء ذلك في كلمة افتتاحية، الأربعاء، لمؤتمر نظمه مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (سيتا)، تحت عنوان "سوريا بعد عام: التعافي وإعادة الإعمار".
وذكر فيدان أنه "لا يمكن تقسيم سوريا بحجة إقامة نظام فيدرالي ولا يمكن قمع الناس بذريعة تحقيق الوحدة".
وأكد أن تركيا لا يمكنها التهاون حيال عودة سوريا إلى ساحة فوضى.
وأضاف: "فما جرى في العراق وسوريا خلال الأعوام الـ25 - 30 الماضية كانت له تكلفة هائلة لا تُصدَّق على تركيا".
وشدد وزير الخارجية التركي على وجوب ألا تبني إسرائيل أمنها على زعزعة أمن الآخرين.
وتابع: "أكبر مشكلة في المنطقة هي أن إسرائيل ترى سوريا مجالا للتوسع".
وأشار فيدان إلى أن سوريا وتركيا عاشتا قرونا طويلة معا في عهدي السلاجقة والعثمانيين، وأن الروابط التاريخية تضررت مع عصر الدولة القومية.
وشدد على أن الحقائق الاجتماعية والجغرافية والتاريخية لا يمكن تغييرها، مؤكدا أهمية سوريا لتركيا ثقافيا وتاريخيا وتجاريا واستراتيجيا وأمنيا.
وذكر أن المسار الذي دخلته سوريا بعد الربيع العربي برز كنتيجة لنظام "أقلّي قمعي" متمركز حول بشار الأسد، وأن المجتمع الدولي، خصوصا الغرب، دعم هذا المسار في بدايته.
وأضاف: "تركيا وقفت إلى جانب الشعب المُستضعف.. كان علينا أن نقف على الجانب الصحيح من التاريخ، أخلاقيا ومنطقيا".
"تركيا كانت ملجأ الفارين من الظلم والحرب"
وتطرق فيدان إلى سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها تركيا.
وقال: "تركيا كانت ملجأً الفارين من الظلم والحرب والموت. ملايين الإخوة جاؤوا إلى تركيا وتقاسمنا معهم خبزنا وبيوتنا وأعمالنا وكل شيء، كان ذلك تضامنا غير مسبوق".
وذكر أن الحكومة التركية وبسبب هذه السياسة تحملت كلفة سياسية داخلية.
وأردف: "التمسك بالقيم والمبادئ له ثمن، وأحيانا عليك أن تدفع هذا الثمن للحفاظ على ثباتك ومسارك، ونحن هنا لم نتنازل".
وأفاد فيدان بأن العمل مع المعارضة السورية كان مسؤولية تاريخية بالنسبة لهم، وأن أولئك الذين عايشوا هذا الوضع بشكل مباشر خلال تلك الفترة يدركون جيدا معنى الوقوف إلى جانب الشعب السوري.
وتابع: "كثير من شركائنا الذين بدأوا معنا في هذا الموضوع ابتعدوا لاحقا بذرائع مختلفة".
وأوضح أن القوى الإمبريالية تذرعت بمحاربة "داعش" لتتوجه بعد ذلك إلى دعم تنظيم "بي كي كي"، وتتخلى عن الشعب السوري.
وأشار إلى أن تنظيم "بي كي كي" في سوريا لم يكن في تلك الفترة على أي خلاف مع النظام، ورفض الوقوف إلى جانب المعارضة، بل دخل في شراكة مع روسيا وإيران والنظام.
وبيّن أن تغير موازين القوى في المنطقة جعل بعض المشاكل في سوريا أكثر حدة وأطال أمدها، إلا أنه لم يؤثر على موقف تركيا.
واستطرد: "تًركنا وحدنا، كانت قطر أيضا إلى جانبنا، كدولة من منطقة جغرافية أبعد قليلا. لكننا لم نحد عن مسارنا، وواصلنا دعمنا. واصلنا الوقوف إلى جانب الشعب، كان هذا واجبنا التاريخي".



















