آية عبد الرحمن ليست مجرد صوت
في خضم الجدل حول استبدال الإعلامية آية عبد الرحمن برجل في تقديم برنامج دولة التلاوة تبدو الدعوات وكأنها تهدف لتقويض تجربة ناجحة أثبتت كفاءتها المهنية العالية وتغفل عن جوهر البرنامج ورسالة الدولة الثقافية والدينية آية عبد الرحمن ليست مجرد مذيعة بل واجهة ثقافية تمثل الدولة في نقل صورة مشرفة للإعلام الديني المصري وهي مثال حي على أن الكفاءة هي المعيار الوحيد في صدارة البرامج الوطنية
البرنامج ليس مجرد وعظ تقليدي بل مسابقة تلفزيونية احترافية تعرض فن التلاوة وتبرز المنافسة المهنية بين القراء ويعتمد نجاحه على إدارة دقيقة للفورمات العالمي وتحكيم صارم هنا تأتي أهمية وجود مقدمة متخصصة مثل آية عبد الرحمن التي تدير المراحل الصعبة ولحظات الترقب بمهنية عالية وتحقق التوازن بين هيبة القرآن وجاذبية المنافسة التلفزيونية استبدالها بناء على جنسها ليس مجرد خطأ إداري بل رسالة سياسية وثقافية عكسية تهدد مسار القوة الناعمة التي تمثلها البرامج الدينية الناجحة
التاريخ المصري شاهد على حضور مؤثر للمرأة في مجال التلاوة والإعلام الديني من الدكتورة هاجر سعد الدين التي قادت إذاعة القرآن الكريم إلى الإعلامية كاريمان حمزة التي أسست نموذجًا للاحترافية الإعلامية في البرامج الدينية وصولًا إلى الشيخات مثل منيرة عبده وكريمة العدلية في بدايات القرن العشرين وحتى كوكب الشرق أم كلثوم كان صوتها الحي للتلاوة جزءًا من مشروع ثقافي واجتماعي يعكس احترام المجتمع المصري للمرأة في المجال الديني والفني
اقتراح فتح باب المنافسة للسيدات والفتيات في برنامج دولة التلاوة ليس مجرد دعوة للمساواة بل استعادة لتراث مصري أصيل يؤكد أن معيار التنافس هو الكفاءة وإتقان التلاوة فقط هذه الخطوة تمثل تعزيزًا للقوة الناعمة المصرية وتؤكد أن المرأة شريك أساسي في صناعة الثقافة الوطنية والحفاظ على التراث الديني
استبدال كفاءة مؤكدة بجنس المقدم خطوة إلى الوراء والاختيار المستنير لمعالي وزير الأوقاف د أسامة الأزهري لآية عبد الرحمن رسالة واضحة أن الكفاءة وحدها هي معيار القيادة الإعلامية الناجحة في البرامج الثقافية والدينية الوطنية



















