حين يبوح الليل بما أخفته الأيام

هناك لحظة يا صديقي
حين تتوقف الساعة
ويصبح الزمن مجرد وهم
حين يبوح الليل بما أخفته الأيام
فتسمع نفسك لأول مرة
وتكتشف أن ما خفي في قلبك
أثقل من كل ما رأته عيونك
الأيام تعلمنا الصبر نعم
لكنها أيضا تزرع فينا وجعا لا يمحى
كل خيبة كل فقد كل حلم ضائع
كل ابتسامة مزيفة
كانت تحاول أن تخفي حقيقة قلب انهك
كم مرة جلست وحيدا في الظلام
تستمع لصدى صوتك
تسأل نفسك عن كل شيء مضى
كم مرة شعرت أن العالم كله ضدك
وأن كل الحب الذي أعطيته ذهب هباء
كم مرة بكيت بصمت
ثم ابتسمت كي لا يراك أحد ضعيفا
حين يبوح الليل بما أخفته الأيام
تتعلم أن القوة ليست في الصمت
ولا في تجاهل الألم
ولا في المظاهر التي نرتديها
بل في مواجهة الجراح
في الاعتراف بالضعف
في القدرة على النهوض رغم كل شيء
يا صديقي
الليل يكشف عن كل ما نخفيه
يري القلب ما لم نجرؤ على رؤيته
كل خيبة كل رحيل كل فقد
يصبح مرآة لنا
نعرف بها أنفسنا أكثر
ونكتشف أن كل دمعة لم تذرف
وكل كلمة لم تقل
كانت طريقا لصقل روحنا
لتعلمنا الصبر الحب الأمل والرحمة
والأجمل في الليل
أنه رغم كل الظلام
ثمة ضوء داخلي لا يموت
نور صغير يظل صامدا رغم كل العواصف
يذكرك أن القلب لم يمت
وأن الحياة مهما اشتدت صعوبتها
ما زالت تستحق أن نحياها
نحبها نحلم بها وننهض كل يوم من جديد
حين يبوح الليل بما أخفته الأيام
ندرك أننا أقوى مما كنا نظن
أعمق مما كنا نعرف
وأقدر على الحب والعيش رغم كل شيء
فالأمل لا يموت
والنور في داخلنا ينتظر أن يستعاد