بقايا الأعمدة قنابل تحت الأقدام والبلينا تدفع ثمن الإهمال
في شوارع البلينا لم تعد الحفر وحدها خطرًا على الناس بل تحولت بقايا الأعمدة القديمة إلى قنابل معدنية مغروسة في الأرض تترصد المارة والأطفال والسيارات في كل لحظة
تم قطع الأعمدة المتهالكة لكن لم يتم اقتلاع جذوعها فبقيت رؤوس الحديد بارزة في الأرض كالكمائن تلمع تحت الشمس لتعلن أن الإهمال مازال يحكم المدينة
من شارع النادي الرياضي إلى جوار المركز مرورًا بحارة رقم أربعة في شارع الشونة تتكرر الكارثة في أكثر من موقع بينما الأعمدة الجديدة تقف بجوار بقايا القديمة في مشهد يختصر العبث الإداري والعشوائية في القرار
الناس تتألم والطفل الذي تقطعت أوتار ساقه صار شاهدًا على جريمة اسمها الإهمال المتعمد ومع ذلك لا أحد يسأل ولا أحد يتحرك ولا أحد يتحمل مسؤولية ما يحدث
أي عقل يقطع العمود ويترك بقاياه في الأرض لتصيب الناس أي مسؤول يرى الكارثة ولا يتحرك أي إدارة هذه التي لا تعرف الفرق بين التطوير والتدمير
البلينا لا ينقصها الضوء بل ينقصها الضمير ينقصها من يخاف الله في أهلها قبل أن يخاف الكاميرا ينقصها مسؤول يخرج من مكتبه ليمشي في الشارع ويشاهد ما صنعته قراراته في أرصفة البلينا وشوارعها
هذه البقايا ليست مجرد قطع حديد إنها شواهد عار تفضح عجز الإدارة المحلية وتكشف كيف يُدار الشارع بعشوائية منقطعة النظير
الناس سئمت الكلام والوعود سئمت من مشاهد الإهمال التي تتكرر كل يوم والسكوت الذي صار جريمة في حد ذاته
البلينا لا تحتاج خطبًا ولا تصريحات تحتاج قرارًا حقيقيًا وشجاعة للمحاسبة لأن من يترك الخطر مغروسًا في الأرض يزرع معه غضب الناس ويفقد آخر ما تبقى من الثقة في المسؤولين



















