كازاخستان تنضم إلى اتفاقية أبراهام خطوة جديدة فى مسار التطبيع وتوسيع التحالفات الإقليمية

فى تطور سياسى لافت أعلن مسؤول أمريكي رفيع انضمام جمهورية كازاخستان إلى اتفاقية أبراهام التي تجمع عددا من الدول ذات الأغلبية المسلمة مع إسرائيل ضمن مسار تطبيعي رعته الولايات المتحدة منذ عام 2020 وأفادت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن الإعلان الرسمي سيصدر خلال قمة رؤساء دول آسيا الوسطى المنعقدة في واشنطن بحضور الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف حيث من المقرر أن يتم توقيع مذكرة الانضمام خلال جلسة خاصة بحضور ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية

الخطوة التي وصفتها الأوساط الدبلوماسية في تل أبيب بأنها اختراق جديد تأتي بعد نحو خمس سنوات من آخر انضمام لدولة إلى الاتفاقية ما يمنحها زخما جديدا في ظل الجمود الذي خيّم على ملف التطبيع خلال الفترة الماضية وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن سعت إلى إقناع كازاخستان بالانضمام من أجل توسيع نطاق الاتفاقيات إلى خارج الإطار العربي بما يعزز النفوذ الأمريكي في آسيا الوسطى في مواجهة كل من روسيا والصين

ويرى مراقبون أن انضمام كازاخستان وهي دولة ذات أغلبية مسلمة وتمتلك علاقات تاريخية مع كل من موسكو وبكين يعكس تحولا في ميزان القوى الإقليمي إذ يمثل دخولها في هذا التحالف إشارة إلى تقارب أكبر مع الغرب وتحديدا مع الولايات المتحدة كما أن العلاقات الاقتصادية القوية بين كازاخستان وإسرائيل في مجالات التكنولوجيا والزراعة والطاقة أسهمت في تهيئة الأجواء لهذه الخطوة

من جانبها رحبت تل أبيب بالقرار مؤكدة أن انضمام كازاخستان يعد خطوة مهمة نحو ما وصفته بالسلام الشامل بين الشعوب وقالت مصادر إسرائيلية إن هذا الانضمام يفتح الباب أمام دول آسيوية وإفريقية أخرى لإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة بينما اعتبرت أوساط عربية أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط تصاعدا في التوترات وتحديات أمنية متزايدة

ويرى خبراء أن الاتفاقية الجديدة قد تحمل دلالات رمزية أكثر منها سياسية حيث إن العلاقات بين كازاخستان وإسرائيل قائمة منذ عقود وتشمل تبادلا دبلوماسيا وتعاونا تجاريا إلا أن إدراجها في إطار اتفاقية أبراهام يمنح إسرائيل نصرا دبلوماسيا جديدا ويعيد إحياء المشروع الأمريكي لإعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة

وفي سياق التحليل السياسي يشير محللون إلى أن انضمام كازاخستان إلى الاتفاقية قد يترك أثرا غير مباشر على مواقف بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر التي تتابع مثل هذه التطورات بحذر فمصر تنظر إلى هذه التحالفات من زاوية توازن المصالح الإقليمية ومن منطلق الحفاظ على استقرار المنطقة دون الإضرار بالقضية الفلسطينية ومن المتوقع أن تدعو القاهرة إلى ضرورة أن تكون أي خطوات نحو التطبيع قائمة على أسس عادلة تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كما أن دخول دول جديدة إلى دائرة الاتفاقيات قد يدفع مصر إلى تعزيز دورها كوسيط إقليمي معتدل يسعى للحفاظ على استقرار الشرق الأوسط وتجنب الانزلاق نحو استقطابات جديدة

بهذه الخطوة تكون كازاخستان قد فتحت فصلا جديدا في مسار العلاقات الإسرائيلية الإسلامية موسعة نطاق اتفاقية أبراهام إلى قلب آسيا الوسطى ومؤشرة على أن خريطة التحالفات في العالم الإسلامي تشهد تحولا تدريجيا قد يحمل في طياته تداعيات سياسية واقتصادية واسعة خلال المرحلة المقبلة