18:10 | 23 يوليو 2019

"كانت بتدافع عن أبوها" مشاجرة بين الجيران تنتهي بمقتل فتاة "بزجاجة شيشة " أودت بحياتها بسوهاج

6:21pm 06/11/25
محمد خلف السمان

 

في يوم هادئ من ليالي سوهاج ومثل باقي الأيام وبين أزقة نجع أبو شجرة التي اعتادت على أصوات الحياة العادية، دوّى صراخ اخترق سكون الحيّ... كانت البداية مشاجرة بسيطة بين جيران، انتهت بمأساة لم يتخيلها أحد بين زهول كل من شاهد الواقعة.

 

تلقى اللواء دكتور حسن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، إخطارًا عاجلًا من مأمور قسم ثانٍ بنشوب مشاجرة بين طرفين بالمنطقة، ووجود مصابين.

تحرّك المقدم شريف عبد المحسن، رئيس مباحث القسم، على الفور، يصاحبه فريقه المعاون، ليجدوا ساحة المعركة بين بيوتٍ متلاصقة، والدماء تناثرت فوق حجارة الشارع.

 

في وسط الزحام، كانت “نورهان ع.ع.ق” – فتاة في السابعة والعشرين من عمرها، تحمل شهادة بكالوريوس تجارة، وتعمل بجدٍّ لتساعد أسرتها – عائدة من عملها، تحمل حقيبتها الصغيرة، وحلمها الكبير بحياةٍ مستقرة.

لكن القدر كان له رأي آخر...

 

رأت والدها، “استورجي دهانات موبيليا”، عالقًا في قلب المشاجرة، يتلقى الضرب من أحد الجيران، فاندفعت بكل ما تملك من شجاعة لتدافع عنه، غير عابئة بالصراخ أو الخطر.

وفي لحظة غضبٍ طائش، ألقى أحد المشاركين في المشاجرة زجاجة شيشة تجاهها، لتصيب وجهها مباشرة... صرخةٌ مدوية تبعها صمتٌ رهيب، ودماء تسيل فوق وجنتيها الجميلتين، وعينها التي أطفأها العنف إلى الأبد.

 

نُقلت نورهان إلى المستشفى في حالةٍ حرجة، لتبدأ رحلة ألمٍ امتدت ثمانية أيام داخل العناية المركزة، بين دعوات أمٍ تبكي، ووالدٍ مكلومٍ يحاول المستحيل لإنقاذ ابنته.

لكن الجسد أنهكته الجراح، والروح لم تحتمل أكثر...

وفي اليوم الثامن، أغلقت نورهان عينيها إلى الأبد، تاركةً خلفها مأساة تهزّ قلوب كل من عرفها، ودموعًا لم تجف في بيتٍ كان مليئًا بالضحكات يومًا ما.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum