المشهد الانتخابي في الدائرة الرابعة شمال سوهاج.. بين التنظيم والعشوائية وحرب الشائعات
تشهد الدائرة الرابعة شمال سوهاج سباقًا انتخابيًا محتدمًا يعكس تحولات في الوعي السياسي المحلي وأسلوب إدارة الحملات، إلى جانب تنامي تأثير الشائعات في توجيه الرأي العام. حيث يتنافس 27 مرشحًا على ثلاثة مقاعد، موزعين بين المستقلين وتحالف حزب مستقبل وطن ومرشحا عن حماة الوطن ومرشحا عن الشعب الجمهورى، وسط زخم ميداني واضح في القرى والمراكز الكبرى (طهطا – طما – جهينة). ويلاحظ أن المشهد الانتخابي هذا العام أكثر سخونة وتنظيمًا مقارنة بالدورات السابقة.
تنقسم الحملات إلى نمطين واضحين؛ الأول يعتمد على العمل المنظم والتواصل المباشر مع المواطنين من خلال جولات ميدانية ولقاءات مفتوحة وبرامج محددة المعالم، فيما يتحرك الفريق الآخر بعشوائية مستندًا إلى العلاقات الشخصية والوجاهة الاجتماعية دون وجود رؤية سياسية أو برنامج انتخابي حقيقي.
ويُلاحظ أيضًا..هناك حملات بدأت تعتمد على جمع بطاقات الناخبين مقابل المال للتصويت لصالحها حيث انتشر عدد من الوكلاء بالثلاث مراكز لعدد من الحملات وليس لصالح حمله بعينها
ايضا بدا تزايد الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي والجروبات الإلكترونية كمنصات رئيسية لنشر الرسائل الدعائية، وتبادل الأخبار والمعلومات، وأحيانًا لتصفية الحسابات السياسية.
مع اشتداد المنافسة واقتراب موعد الاقتراع، دخلت بعض الحملات في حرب شائعات منظمة استهدفت المرشحين الكبار وأصحاب الشعبية الواسعة، من خلال نشر منشورات مجهولة المصدر وتداول معلومات شخصية مفبركة على مواقع التواصل.
هذه الحملات تسعى إلى إرباك الصفوف وتشويه الصورة العامة للمرشحين الأقوياء وتقليل حضورهم الميداني، إلا أن تأثيرها بدأ يتراجع تدريجيًا مع ارتفاع وعي الناخبين الذين باتوا أكثر إدراكًا لمحاولات التلاعب والتشويه.
تؤكد مؤشرات المشهد أن الوعي الانتخابي في سوهاج يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث أصبح الناخب أكثر قدرة على التمييز بين المرشح الجاد وصاحب المصلحة الشخصية.
ويرى مراقبون أن الحسم في هذه الانتخابات سيعتمد على الأداء الميداني الحقيقي ومدى قرب المرشح من الناس، وليس فقط على النفوذ العائلي أو التحالفات التقليدية.
ختامًا...تعكس الانتخابات الجارية في الدائرة الرابعة شمال سوهاج تحولًا في الممارسة الديمقراطية، حيث تدور المعركة بين التنظيم والاحتراف من جهة، والعشوائية والشائعات من جهة أخرى.وجمع البطاقات من جهة ثالثة لدرجة هناك مرشحين توقفت عن الجولات وتفرغت لجمع البطاقات
ومع اقتراب موعد التصويت، تبقى اليقظة الشعبية ووعي الناخبين هما العنصران الحاسمان في تحديد هوية الثلاث مقاعد، في معركة يتوقع أن تحمل مفاجآت حقيقية عند فرز الصناديق.


















