الدكتور علي الدكروري: حين نربط الابتكار بالاستثمار نصنع مستقبلاً عربيًا متوازنًا

في كلمة ملهمة حملت مزيجًا من الرؤية والخبرة، أكد الدكتور المهندس علي الدكروري – رائد الأعمال والمستثمر الدولي – خلال مشاركته في المؤتمر العربي للابتكار والتنمية المستدامة، أن الابتكار أصبح الركيزة الأساسية لبناء مستقبل عربي متوازن بين الإنسان والتكنولوجيا، وأن العقول المبدعة هي الوقود الحقيقي لأي نهضة اقتصادية أو حضارية.

وقال الدكتور الدكروري في مستهل كلمته:

 "يشرفني أن أكون بينكم اليوم في هذا الحدث العربي الهام، الذي يجسد مكانة الابتكار كركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة. فالرؤية الشاملة لبناء مستقبل أكثر توازنًا بين الإنسان والتكنولوجيا تبدأ من إيماننا بأن العقول هي الاستثمار الحقيقي في أي نهضة اقتصادية."

التحول يبدأ من دعم العقول لا من تمويل المشاريع

وأضاف الدكروري أن تجربته الدولية كرائد أعمال أكسبته قناعة راسخة بأن التحول الحقيقي لا يبدأ من ضخ الأموال، بل من دعم العقول المبدعة التي تمتلك الشغف والطموح والإصرار على التغيير.

وأوضح قائلًا:

 "المجتمعات التي تصنع الفارق هي تلك التي تمنح مبدعيها المكان والظروف المناسبة للعمل والإرشاد، وتربطهم بالمستثمرين وشبكات الدعم، لتقلل من مخاطر الفشل وتزيد من فرص النجاح."

الحاضنات مصانع العقول ومحركات النهضة

وأشار الدكتور الدكروري إلى أهمية حاضنات الأعمال التكنولوجية في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، مؤكدًا أنها تمثل جسرًا بين الفكر والسوق، وبين الموهبة والفرصة.

وقال:

 "حين تُدار هذه الحاضنات برؤية تنموية حقيقية، فإنها تتحول إلى مصانع للعقول، تنتج حلولًا تُغذي المجتمعات وتدفع عجلة التنمية إلى الأمام."

التمويل المستدام يقوم على الشراكة لا القرارات

وفي سياق حديثه عن تمويل الابتكار، أوضح الدكروري أن التمويل المستدام لا يتحقق عبر السياسات الحكومية وحدها، بل عبر شراكات ذكية بين القطاعين العام والخاص، تستثمر في الشباب العربي وتؤمن بأن الابتكار هو ثروة المستقبل.

وأكد قائلًا:

 "نحن بحاجة إلى ربط الابتكار بالاستثمار، والتمويل بالأفكار، لنخلق نموذجًا عربيًا يحتذى به في ريادة الأعمال المسؤولة، التي لا تسعى فقط إلى الربح، بل إلى ترك أثر إيجابي طويل المدى على الإنسان والمجتمع والبيئة."

دعوة لتأسيس منصة عربية موحدة لريادة الأعمال

وفي ختام كلمته، دعا الدكتور علي الدكروري إلى تأسيس منصة عربية موحدة لحاضنات الأعمال التكنولوجية، تكون مساحة للتعاون بين المبتكرين والمستثمرين العرب، وتحول طاقات الشباب إلى مشروعات حقيقية تسهم في نهضة المنطقة العربية.

ووجّه شكره إلى جامعة الدول العربية على تنظيم المؤتمر، وإلى المملكة الأردنية الهاشمية على الاستضافة الكريمة، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تمثل خطوة رائدة نحو تكامل عربي يقوم على المعرفة والابتكار.

واختتم الدكتور الدكروري حديثه قائلًا:

 "الابتكار ليس مستقبلنا فقط، بل هو طريقنا إليه. فحين نؤمن به ونصونه ونحوله إلى ثقافة، نصنع لأمتنا العربية مكانًا يليق بتاريخها وإبداعها في خريطة العالم الجديد."