18:10 | 23 يوليو 2019

مصر وطن السلام.. حين تعزف الدولة لحن القوة وسط ضجيج الأزمات

11:14pm 25/10/25
جانب من الفاعليات
عصران الراوي

 

 

في العاصمة الإدارية الجديدة حيث تلتقي الحداثة بجذور الهوية شهدت مصر واحدة من أضخم الفعاليات الوطنية في عام 2025 وهي احتفالية مصر وطن السلام التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية لتؤكد الدولة أن الفن جزء من مشروعها الوطني وأن مصر وطن السلام بالفعل لا بالشعارات

 

الاحتفالية لم تكن مجرد حدث فني بل كانت رسالة سياسية ودبلوماسية تحمل رموزا عميقة عن دور مصر الإقليمي كدولة تسعى لترسيخ الاستقرار في محيط مشتعل فبينما تتأزم ملفات غزة والسودان وليبيا تطل القاهرة لتغني للسلام وتؤكد أنها ما زالت القلب العاقل في الشرق الأوسط حضور الرئيس السيسي إلى جانب رموز الفن والثقافة كان تعبيرا عن أن القوة الناعمة المصرية لا تقل أهمية عن أي أداة من أدوات السياسة الخارجية

 

جاءت احتفالية وطن السلام لتعيد صياغة صورة مصر في وعي العالم كدولة تصنع التوازن بين القوة والتنمية وبين الأمن والإنسان فالعنوان نفسه يحمل فلسفة الدولة في الجمهورية الجديدة السلام هو الطريق إلى التنمية والوعي هو الضمان للاستقرار ومن هنا بدت العاصمة الإدارية الجديدة كرمز لميلاد واقع جديد حيث الفن والسياسة يجتمعان في مشهد وطني موحد

 

شارك في الاحتفالية عدد من كبار نجوم الغناء المصري والعربي مثل محمد منير وآمال ماهر وأصالة ومحمد حماقي وحمزة نمرة وأحمد سعد ليجسدوا بأصواتهم وحدة الفن المصري والعربي تحت راية الوطن وفي لحظة إنسانية لافتة استجاب الرئيس السيسي لطلب طفلة بلقائه خلال الحدث في مشهد إنساني اختصر فلسفة القيادة في القرب من الناس لا في الوقوف خلف الحواجز الرسمية

 

لكن المعنى الأعمق للاحتفالية يتجاوز الغناء إلى السياسة الوطنية فـ وطن السلام هو عنوان مشروع مصر في الداخل والخارج سلام اجتماعي يقوم على العدالة وسلام اقتصادي يقوم على العمل وسلام سياسي يقوم على التوازن فحين ترفع مصر راية السلام فهي لا تتحدث عن أمنها فقط بل عن أمن المنطقة بأسرها

 

ورغم الضغوط الاقتصادية والتحديات اليومية التي يواجهها المواطن جاءت هذه الاحتفالية لتذكر الناس أن مصر قادرة على الفرح وأن الفن يمكن أن يكون سلاحا للوعي في مواجهة الإحباط فحين يجتمع الفن والدولة يتحول الوطن نفسه إلى أغنية تعزفها الإرادة وتترجمها السياسة

 

وفي النهاية تبقى احتفالية مصر وطن السلام علامة فارقة في مشهد الجمهورية الجديدة فهي ليست مجرد احتفال بل فصل جديد في مشروع وطني يدمج بين القوة الصلبة والدبلوماسية الناعمة ويعيد للعالم صورة مصر القوية الواثقة القادرة على أن تبني وتغني في آن واحد فمصر اليوم تقول بوضوح إنها وطن السلام حقا لكنها أيضا وطن الإرادة والعمل والأمل

 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum