عشّاق الحرام بقلم: خالد محمد الحميل
زمن التبرير والذرائع
في زمنٍ امتلأ بالحيل والذرائع، صار الحلال صعب المنال، لا لأن أبوابه أُغلقت، بل لأن القلوب أُغلقت دونه. هناك أناس لا ينامون الليل بحثًا عن لقمةٍ بالحلال، يكدّون ويتعبون، ومع ذلك يعيشون على الكفاف، بينما غيرهم يجلسون في الظلال يأكلون أموال الناس بالباطل، ثم يتفاخرون بثرائهم.
من هو المحروم حقًّا؟
المحروم من الحلال ليس فقط من ضاق رزقه، بل من ضلّ طريقه إليه. فكم من غنيٍّ يعيش في وفرة، لكنه محروم من بركة الحلال، وكم من فقيرٍ يملك القليل، غير أنه مطمئن القلب لأن ما بيده حلال.
بركة الرزق لا تُشترى
إن الحلال لا يُقاس بما تملكه من مال، بل بما يملأ الله به قلبك من راحةٍ وسكينة. قد تأكل كسرة خبز من عرق جبينك، فتجد فيها لذة لا يجدها من يأكل أطيب الطعام من الحرام.
حين يصبح الحرام عادة
لقد صار بعض الناس ينظرون إلى الحلال كأنه طريقٌ طويلٌ وشاق، ويبررون لأنفسهم السرقة والتحايل باسم “الظروف”. لكن الحقيقة أن الحرمان الحقيقي ليس حرمان المال، بل حرمان الرضا.
نداء إلى من اختار الصبر
يا من حُرمت من الحلال، اصبر ولا تساوم. فالله لا ينسى من ترك الحرام لأجله، ولا يضيع أجر من اختار الطريق النظيف. وإن تأخر رزقك اليوم، فسيأتيك غدًا ببركةٍ تعجز عنها كنوز الدنيا.
الغنى الحقيقي
فالغنى الحقيقي أن تعيش برأسٍ مرفوع، لا تخاف من سؤالٍ، ولا ترتجف حين تُفتح الدفاتر، لأن الحلال وإن قلّ، يبقى أغلى من الحرام وإن كثر.
كلمة أخيرة
ليس الفقر أن تملك القليل،
بل أن تبيع ضميرك لتملك الكثير.
وليس الغنى أن تملأ جيبك،
بل أن يملأ الحلال قلبك نورًا ورضا.
فالحرام مهما تزيّن، يبقى نارًا خلف بريقه،
والحلال مهما تأخر، يبقى وعدًا من الله لا يُخلف.



















