قصة معبد بيت هارون بحلوان أقدم المعابد اليهودية في العالم
معبد أو كنيس بيت هارون، المعروف أيضًا باسم معبد حلوان، كان معبدًا يهوديًا يقع في شارع عبد الرحمن بمدينة حلوان. يُعتبر هذا المعبد أول معبد يهودي في مصر خلال الحقبة الخديوية، حيث أُسس المبنى الصغير عام 1892 ليكون مركزًا للجالية اليهودية.
كانت عائلة موسيري واحدة من العائلات اليهودية الثرية التي برزت في تلك الفترة، إذ امتلكت عددًا من الفنادق الكبيرة مثل فندق إنتركونتيننتال، وفندق مينا هاوس، وفندق سان ستيفانو. في عام 1885، قام ديفيد موسيري، عضو العائلة، بالاستعانة ببعض العمال اليهود من حي اليهود بالقاهرة للعمل على مشروع خط السكك الحديدية بين باب اللوق بالقاهرة ومدينة حلوان. ومع الوقت، استقر عدد من هذه العائلات اليهودية في حلوان مما أسهم في تشكيل مجتمع يهودي مزدهر بالمدينة. بحلول الأربعينيات من القرن العشرين، بلغ عدد العائلات اليهودية في حلوان حوالي 70 عائلة. كان داوود موسيري أول رئيس للطائفة اليهودية بحلوان، وتلاه ابنه أبرام.
في عام 1892، أُسس "معبد حلوان" على يد فليكس سواريز ليكون مركزًا للجالية اليهودية. كان المعبد صغيرًا وموقعه عند تقاطع شارع عبد الرحمن وشارع عبد الله حسب التسمية الحالية. في الشتاء، كان يصل عدد المصلين إلى أكثر من 50 رجلًا من سكان المدينة وزوارها، بينما كان العدد ينخفض صيفًا إلى أقل من 10 رجال غالبًا بسبب مغادرة العديد من اليهود إلى المدن الساحلية مثل الإسكندرية وراس البر وسفاجا والغردقة.
تميز المعبد بعدد من رجال الدين، مثل الحاخام شوشان، الحاخام الأول للطائفة اليهودية بحلوان، وصموئيل بزتي الذي كان يقوم بأعمال الذبح الشرعي وجمع الضرائب.
في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين، أنشأ جوزيف واستراز ولاده مدرسة توراتية بالقرب من المعبد لتعليم الأطفال التعاليم الدينية. بلغ عدد طلاب المدرسة حوالي 50 ولدًا وبنتًا تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 عامًا. ركزت المناهج الدراسية على الصلوات والأعياد اليهودية بالإضافة إلى تعليم اللغة العبرية، حيث كان الطلاب يتلقون دروسًا يوميًا من الأحد إلى الخميس، فيما يدرسون بقية المواد في مدرسة العائلة المقدسة.
في عام 1948 أُغلقت المدرسة. أعيد افتتاح المعبد لاحقًا في عام 1966 لكنه بيع وأُهدم في عام 1995. لم يتبقَ منه سوى بعض الألواح الرخامية التي تم نقلها إلى معهد ياد بن تسفي، وهو معهد تاريخي يقع على مشارف القدس بفلسطين.
