18:10 | 23 يوليو 2019

مصر.. كيميت قبل أن تكون دولة عربية 

5:38pm 19/10/25
أيمن بحر

 

هل تعلم أن اللغة التي نكتب بها اليوم لم تكن موجودة حين بُنيت الأهرامات؟ 

قبل آلاف السنين، حين كانت الرمال تروي قصة الحضارة الأولى كانت مصر تُعرف باسم (كيميت) أى الأرض السوداء رمز الخصوبة والحياة على ضفاف النيل. لم تكن هناك لغة عربية، ولا قرآن، ولا حتى أبجدية تشبه ما نعرفه اليوم، بل كانت هناك اللغة الهيروغليفية، لغة الملوك والكهنة، التي خُطّت بها أسرار الخلود على جدران المعابد وأعماق المقابر.

 

منذ فجر التاريخ، كانت كيميت مهد العلم والروح. علّمت العالم الحساب والفلك والطب، وابتكرت الكتابة قبل أن تعرف الإنسانية معنى الحروف. ثم تعاقبت عليها القرون؛ الفراعنة، ثم الإغريق، فالرومان، فدخلت إلى عصور جديدة غيّرت وجهها ولغتها معًا.

 

ومع الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، دخلت العربية إلى أرض الكهنة والنقوش. لم تكن مجرد لغة جديدة، بل كانت روحًا ثقافية ودينية حملت معها القرآن الكريم، فأصبحت العربية لغة الصلاة والمدارس والدواوين، وتدريجيًا حلّت محل القبطية، التي كانت امتدادًا متطورًا للهيروغليفية القديمة.

 

وهكذا، تحوّلت كيميت من لغة النقش على الصخر إلى لغة الحبر والقرآن، من رموز الآلهة إلى كلمات التوحيد، دون أن تفقد جوهرها المصري العريق.

فمصر، وإن تغيّرت لغاتها، بقيت كما هي: أرض البدايات، ومصدر النور لكل حضارة مرّت على وجه الأرض.

 

اليوم، حين نكتب بالعربية فإننا في الحقيقة نُكمل قصة بدأت بالحجر والنقش، قصة أمة لم تنقطع جذورها يومًا، مهما تغيّرت حروفها.

 

كيميت... مصر قبل أن تكون دولة عربية، وبعد أن أصبحت قلب العروبة النابض. 

 

 شاهد الآن تقريرًا بصريًا مثيرًا بعنوان: رحلة اللغة في مصر.. من الهيروغليفية إلى العربية

رحلة عبر آلاف السنين، من جدران المعابد إلى صفحات المصحف، تكشف كيف تغيّر صوت المصريين ولم تتغيّر روحهم.

 لا تفوّت الفرصة لاكتشاف السرّ الذي لا يعرفه الكثيرون عن أرض البدايات.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum