مصر والاتحاد الأوروبي.. شراكة استراتيجية في قلب العاصفة الإقليمية

اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بروكسل ليس مجرد اجتماع بروتوكولي بل قراءة سياسية عميقة لمسار العلاقة المصرية الأوروبية في وقت تحيط به الأزمات من كل جانب في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا نفسها

مصر اليوم تقدم نموذجًا للثبات والقدرة على إدارة الأزمات من الهجرة غير الشرعية إلى النزاعات الإقليمية دون الانجرار وراء المصالح الضيقة وهو نهج أثبت فعاليته على مدار العقد الماضي وأثبت أن القاهرة قادرة على حماية أمنها الداخلي والخارجي وتقديم حلول عملية لمشكلات تستعصي على كثير من الدول الكبرى

زيارة كالاس وتعليقاتها تؤكد أن الاتحاد الأوروبي يعي جيدًا الدور المركزي لمصر في استقرار المنطقة وأن التعاون معها لم يعد خيارًا بل ضرورة استراتيجية سواء في غزة أو السودان أو ليبيا أو حتى في مسألة الهجرة التي تُشكل ضغطًا على أوروبا هنا تتضح حقيقة العلاقة ليست مجرد تعاون اقتصادي أو سياسي بل شراكة قائمة على المصلحة والأمن المشترك

مصر أيضًا تثبت أن الدبلوماسية الفاعلة لا تقوم على الكلام بل على الإنجاز من اتفاق شرم الشيخ لإيقاف النار في غزة إلى استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في نوفمبر 2025 وهو ما يعكس قدرة الدولة على الجمع بين التوازن الداخلي والتحرك الذكي في المشهد الدولي

ما يميز مصر اليوم أنها تستطيع أن تكون محورًا للسلام والاستقرار وأن تحول التحديات الإقليمية إلى أدوات لتعزيز مكانتها الدولية ما يجعل من الشراكة مع أوروبا شراكة استراتيجية حقيقية قائمة على الإنجاز والثقة والقدرة على مواجهة الأزمات المعقدة

الرسالة واضحة مصر ليست لاعبًا هامشيًا في المنطقة بل قوة فاعلة تصنع الاستقرار وتعيد صياغة موازين القوى الإقليمية وتقدم نموذجًا حقيقيًا للتعاون الأوروبي العربي المبني على المصلحة المشتركة والحكمة السياسيه