18:10 | 23 يوليو 2019

أخطر أنواع المديرين الذين يُفقدون الموظفين شغفهم وأرزاقهم

1:53pm 22/10/25
صورة أرشيفية
حسام النوام

في كل مؤسسة، فيه مدير بيبني… ومدير بيهدّ.
الأول يخليك تحب الشغل وتبدع فيه،
والتاني يخليك تكره المكتب، وتفكر كل يوم في الاستقالة.
الفرق بين الاتنين مش في المنصب، ولا في عدد الاجتماعات،
لكن في العقلية… بين “قائد حقيقي” يعرف قيمة الإنسان،
و“صاحب سلطة” يظن أن الكرسي هو اللي يديه هيبته.
وفي رحلة الأهرام بين شركات القطاعين العام والخاص،
استمعنا إلى شهادات موظفين ومديرين سابقين كشفوا
كيف يتحول المدير من عنصر بناء إلى قنبلة هدم بطيئة
تدمر الروح، وتعصف بالكفاءات، وتخسّر المؤسسة ثقتها في نفسها.
 النوع الأول: مدير المصالح… المؤسسة عزبة خاصة
يقول “م. أحمد.ع”، مهندس في شركة مقاولات متوسطة بالإسكندرية:
> “كنا فريق ناجح لحد ما المدير العام بدأ يعيّن قرايبه وأصحابه،
حتى اللي ماعندهمش كفاءة. بقينا نحس إن الشغل ما بيمشيش إلا بالمجاملة.”
النتيجة كانت مأساوية: انسحاب الكفاءات،
تأخير في المشروعات، وتراجع سمعة الشركة في السوق.
التحليل:
مدير المصالح هو أخطر أنواع القيادات،
لأنه يحوّل النجاح إلى شبكة مصالح شخصية.
الناس تشتغل لإرضائه مش لإرضاء ضميرها،
وده كفيل بتدمير أي منظومة من الداخل.
 النوع الثاني: مدير الكراسي… العظمة المؤقتة
في شركة تقنية كبيرة، المدير التنفيذي أصدر قرارًا
بمنع دخول أي موظف مكتبه “إلا بتصريح مسبق”.
يقول “م. وليد.س”، أحد الموظفين:
 “كنت محتاج توقيعه على عقد عاجل، استنيت ساعتين،
وفي الآخر مضاش وقاللي: اتعلم النظام.”
بعد شهور، الشركة فقدت نص طاقمها الفني،
لأن الكل شعر بالعزلة والإهانة.
التحليل:
مدير الكراسي يعيش وهم “الهيبة”،
لكنه ينسى أن المنصب لا يصنع الاحترام.
القائد الحقيقي هو اللي يفتح الأبواب… مش اللي يقفلها في وش الناس.
النوع الثالث: مدير السبوبة… الفساد المقنّن
في إحدى شركات الأغذية،
اكتشف الملاك بعد مراجعة دقيقة أن مدير المشتريات
بياخد عمولات خفية من الموردين لتمرير العقود.
في البداية الأرقام كانت طبيعية،
لكن مع الوقت التكاليف زادت، والأرباح انهارت.
وعند المراجعة… الحقيقة كانت صادمة.
التحليل:
مدير السبوبة أخطر من أي خسارة مالية،
لأنه بيقتل أهم عنصر في أي مؤسسة: الثقة.
والمؤسسة اللي تفقد ثقة العاملين فيها… بتفقد مستقبلها.
 النوع الرابع: مدير التلميع… البطل الورقي
يحب الاجتماعات الكبيرة، ويكره مواجهة الواقع.
يعشق الأضواء، ويتفنّن في “تزيين التقارير”.
في شركة تسويق شهيرة،
قدّم المدير الشهري أرقامًا خرافية عن حجم المبيعات،
لكن عند التدقيق اكتُشف أن 40% من الأرقام مفبركة.
تمت إقالته فورًا بعد ما انكشفت الحقيقة.
التحليل:
مدير التلميع يصنع “صورة جميلة” تنهار عند أول أزمة.
القائد الحقيقي لا يخاف من الحقيقة…
بل يستخدمها لتصحيح المسار.
النوع الخامس: مدير الخوف والرعب… الصراخ أسلوب إدارة
في مصنع للملابس بمنطقة برج العرب،
تحوّل بيئة العمل إلى “ثكنة عسكرية”.
المدير يصرخ في الاجتماعات ويهدد بالعقاب المستمر.
أحد العمال قال:
 “بقينا نشتغل علشان ما نتشتمش، مش علشان ننجح.”
وبعد 3 شهور، الإنتاج قل بنسبة 50%،
ومعدل الغياب تضاعف بشكل غير مسبوق.
التحليل:
الإدارة بالخوف ممكن تدي نتيجة وقتية،
لكنها تقتل الإبداع وتطفئ الحماس.
الإنسان يبدع لما يحس بالأمان… مش بالرعب.
 النوع السادس: مدير الورق… عبد اللائحة
هو عاشق الروتين، عدو التغيير.
كل فكرة تطوير لازم تمر عبر “مذكرة” و“ختم” و“بند”!
يقول موظف في جهة حكومية:
> “اقترحت طريقة رقمية لتقليل الوقت،
لكن المدير رفض، قال مفيش بند يسمح بكده.”
التحليل:
مدير الورق يقتل الابتكار ويحبس التطوير.
بينما القائد الذكي يوازن بين النظام والمرونة،
ويحوّل اللوائح إلى أدوات نجاح… مش سلاسل تقيّد الشغل.
النهايه القيادة الحقيقية لا تُمنح بالمنصب
ليس كل مدير قائد،
وليس كل قائد محتاج كرسي.
القائد الحقيقي هو اللي:
يسمع قبل أن يحكم،
ويشجع بدل أن يهدد،
ويزرع الثقة قبل أن يطلب الولاء.
أما المدير الذي يعيش بالمصالح أو الخوف أو المظاهر،
فهو لا يدير… بل يخسر الناس والمؤسسة معًا.
الرسالة الأخيرة:
في زمن بتتنافس فيه المؤسسات على العقول والكفاءات،
أخطر خسارة مش في الأرباح…
لكن في الإنسان اللي كان ممكن يصنع الفارق،
بس المدير خلّاه يمشي.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum