18:10 | 23 يوليو 2019

موجة الاعترافات بدولة فلسطين.. بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال تصفع إسرائيل وتعيد خلط الأوراق

11:05pm 21/09/25
عصران الراوى

 

 

لم يعد الاعتراف بدولة فلسطين مجرد شعار يتردد في قاعات الأمم المتحدة أو مادة لخطابات سياسية عابرة فالمشهد الدولي يشهد اليوم تحولاً استراتيجياً حقيقياً بعدما أعلنت أربع دول غربية كبرى هي بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين هذا التطور يمثل نقطة انعطاف كبرى في الصراع العربي الإسرائيلي ويعكس أن المعادلة الدولية لم تعد كما كانت

 

أولاً: سقوط الرواية الإسرائيلية أمام الغرب

 

طوال عقود سعت إسرائيل لإقناع الغرب بأن الاعتراف بفلسطين مكافأة للعنف أو تهديد للأمن لكن العواصم الأربع بددت هذا الخطاب وأعلنت أن الاعتراف حق للشعب الفلسطيني وليس هدية لأي فصيل وأن الأمن في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال العدالة للفلسطينيين وحل الدولتين

 

ثانياً: المواقف الرسمية ورسائلها

 

في لندن أكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن الاعتراف خطوة لإحياء عملية السلام التي أوشكت على الانهيار

في أوتاوا شدد رئيس الوزراء مارك كارني على أن الاعتراف يعكس التزام كندا بالعدالة ودعم الإصلاحات الفلسطينية

في كانبيرا قال أنتوني ألبانيزي إن أستراليا لا يمكن أن تصمت أمام ظلم تاريخي امتد لعقود

أما لشبونة فقد أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية أن الاعتراف سيصبح رسمياً في 21 سبتمبر وأنه يأتي بعد مشاورات عميقة ويعكس رغبة في الانسجام مع الموقف الأوروبي الآخذ في التبلور

 

ثالثاً: إسرائيل في حالة صدمة

 

الردود الإسرائيلية جاءت غاضبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصف الاعتراف بأنه مكافأة للإرهاب الخارجية الإسرائيلية تحدثت عن تقويض للاستقرار أما وزراء اليمين المتطرف فدعوا إلى فرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية هذه المواقف تكشف حجم العزلة التي بدأت إسرائيل تشعر بها حتى وسط أقرب حلفائها الغربيين

 

رابعاً: أبعاد القرار على الصراع

 

هذه الاعترافات ليست رمزية فحسب بل تفتح الباب أمام دول أخرى في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية لاتخاذ خطوات مشابهة وإذا تراكمت هذه الموجة فستجد إسرائيل نفسها محاصرة دبلوماسياً في المؤسسات الدولية بينما يكسب الفلسطينيون شرعية أوسع وورقة ضغط أقوى في مسار أي مفاوضات مستقبلية

 

خامساً: انعكاسات إقليمية ودولية

 

القرار يضع واشنطن في موقف صعب إذ تجد نفسها وحيدة تقريباً في الدفاع عن الموقف الإسرائيلي بينما تتوسع دائرة الاعترافات بدولة فلسطين على مستوى دول كبرى في المقابل ستوظف القيادة الفلسطينية هذا الزخم لتصعيد حملتها من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وتعزيز حضورها السياسي

 

الخلاصة 

اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين ليس مجرد حدث بروتوكولي بل هو زلزال دبلوماسي يغير قواعد اللعبة في المنطقة ويبعث رسالة أن العالم لم يعد يقبل استمرار الاحتلال بلا أفق سياسي وأن الحقوق الفلسطينية باتت بنداً ثابتاً في الأجندة الدولية إسرائيل قد تصرخ وتحتج لكنها تدرك أن ميزان القوى الدولي بدأ يتحول وأن صفحة جديدة من التاريخ السياسي قد فُتحت .

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum