الاعتذار قوة وليس ضعف
معالجة أثر الخيانات الكبرى ومداوة الجراح اليومية" للدكتورة هاريت ليرنر:
في كتاب "لماذا لا تعتذر !؟", تغمر الدكتورة هاريت ليرنر في عمق فن الاعتذار، مُشددةً على أهميته في إصلاح العلاقات وشفاء الجروح العاطفية. يُعد الكتاب استكشافًا لتعقيدات الاعتذارات، سواء الواردة أو المتلقاة، وكيف يُشكل هذا الديناميات بين الأشخاص.
تبدأ ليرنر بالتمييز بين الاعتذارات الحقيقية وتلك التي لا قيمة لها. تُوضح أن الاعتذار الحقيقي يأتي دون شروط وخالي من الأعذار. في المقابل، غالبًا ما تحتوي الاعتذارات غير الصادقة على إلقاء اللوم أو مليئة بالمبررات. يعترف الاعتذار الصادق بالمسؤولية دون التحويل أو التقليل من الأذى الذي تم إحداثه.
كما تُناقش الكتابة الأسباب التي تجعل الأشخاص يجدون صعوبة في الاعتراف بأخطائهم والاعتذار عنها. فالكبرياء والخوف من الضعف غالبًا ما يعملان كحواجز. وتُسلط الدكتورة ليرنر الضوء أيضًا على العوامل المجتمعية، بما في ذلك بعض القواعد الثقافية والجندرية، التي تمنع الأشخاص من الاعتراف بأخطائهم.
ومع ذلك، فإن جوهر الكتاب ليس فقط حول فعل الاعتذار. فهو يتناول أيضًا كيف يجب على الشخص الاستجابة عندما يتم رفض الاعتذار. تُشير ليرنر إلى أن كل شخص يستحق الاعتذار، ولكن ليس الجميع سيحصلون على واحد. في مثل هذه الحالات، يجب على الطرف المتضرر البحث عن طرق للشفاء بدون اعتراف خارجي بأذاهم.
وفي النهاية، تقدم ليرنر إرشادات حول كيفية تقديم اعتذار صادق. تقترح أن الاعتراف بالأخطاء وفهم الأذى الذي تسببت فيه ونقل الأسف دون البحث عن المغفرة الفورية هو الطريقة المثلى للمضي قدمًا.
إجمالًا، يُعد كتاب "لماذا لا تعتذر !؟" دليلًا شاملاً لفهم قوة ودقائق الاعتذارات. من خلال أمثلة من الحياة الواقعية ورؤى نفسية عميقة، تُلقي الدكتورة ليرنر الضوء على التأثير العميق الذي يمكن أن يكون للاعتذار الصادق في الشفاء والمصالحة.