أداب الحديث مع الآخرين منهج ديني ودستور سماوي بقلم : محمود الصعيدى
دعا الإسلام المسلمين إلى الأدب في الحديث مع الآخرين على اختلاف أ أشكالهم وأنواعهم وأجناسهم وعقائدهم
وآداب الحديث ليس من فراغ ولا من واقع الخيال وإنما هو منهج دستوري سماوي ونزل به الوحي على أشرف الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين
فقد دعا القرآن جميع الناس إلى الأدب في الحديث مع جميع الناس فقال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل وَقولوا للناس حسنا وايضا دعا الرجال إلى الأدب في الحديث مع النساء، فقال إِلا أَن تقولوا قولا معروفا
فكما دعا إلى الرجال إلى الآداب في الحديث مع دعا أيضا النساء إلى الأدب في الحديث مع الرجال فقال فقلن قولا معروفا ودعا الأغنياء إلى الأدب في الحديث مع الفقراء
فقال تبارك وتعالى وَقولوا لهم قولا معروفا ودعا الأبناء إلى الأدب في الحديث مع الوالدين وقل لهما قولا كريما
فالحديث مع الآخرين له آداب شأنه شأن اي شئ له آداب مثل آداب الأكل اداب الشرب اداب الجلوس آداب النوم وغير ذلك
وقد أثنى الله على الناس الذين يلتزمون بهذا الأدب في الحديث مع الآخرين فقال وهدوا إِلى الطيب من القول
وقد جعل اشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم االكلمة الطيبة التي يخرجها الإنسان من فمه لأي إنسان اي كان جنسه نوعه معتقده جعلها تعدل المال الذي يخرجه من يده يبتغي به وجه الله الكلمة الطيبة صدقة هنا شبه الكلمة الطيبة بالصدقة في هذا الحديث عليه افضل الصلاة والسلام الكلمة الطيبة بالصدقة بالمال هو أن الصدقة بالمال تحيا بها نفس المتصدق عليه ويفرح بها قلبه والكلمة الطيبة يفرح بها المؤمن ويحسن موقعها من قلبه لان الكلمة الطيبه والحسنى تدفع الشحناء والبغيضة كما قال الله تعالى ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدوة كأنه ولي حميم لأن بالكلام الطيب واللين يجعل من العدو صديق والدفع بالتى هى أحسن قد يكون بالقول كما يكون بالفعل
وحتى لا تحصل خصومة وشحناء وغل وكره بين الناس دعا القرآن الكريم إلى أن ينتقي الناس كلامهم في حديثهم مع الآخرين على اختلاف اجناسهم وهيئاتهم ومعتقداتهم الدينية فلا يكتفون معهم بالقول الحسن بل يرتقون إلى القول الأحسن فقال تبارك وتعالى وقل لعبادي يقولوا التى أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا
ولو أن هذه الأخلاق الحميدة والسلوكيات الجميلة في أداب الحديث مع الآخرين قد انتشر وشاع في المجتمع الإنساني والمعاملات لتلاشى أى نزاع عن هذه المجتمعات كثيرا مما وقع فيها من خصومات وعداوات ومشاحنات ومنازعات على سبيل الفرد أو الأسرة أو العامه والمجتمع بأثره ولكان التمسك بالأخلاق الحميدة والسلوكيات الجميلة في الحديث مع الآخرين عصمة ووقاية وحماية لهذه المجتمعات من وقوع العداوة والشحناء والبغضاء بين الأسر والأفراد والمجتمعات
