رسالة وسط الأنقاض بقلم : حسن ابو زهاد

مع فحوي الرسالة وجم اللسان وكف الكلام فلا حاجة للثجب والاستنكار والمواقف الخادعة المائعة التي لا تحمل فكرا ثابتاً وعقيدة راسخة اين أنت يا صلاح الدين يا قطز يا ضمير العالم الحر الذئاب أصابت ارضي بالخراب الحياة أفعال لا أقوال صمت الجميع وتكلمت مصر حين غاب الضمير فرحة العيد غابت عن وجهي المعفر بالتراب صيحات الألم نوبات العزاب اين أبي امي عائلتي لاقوا حتفهم وسط الركام هل من مغيث يا الله لا رحمة إلا منك نهض المارد يعلن كلمته أستمع الجميع فالوقت وقت العمل وصوت الحق يدوي في كل مكان أنا طفل صغير أيتها الحياة كتبت رسالتي بما تبقي من دمي المسال علي الركام وأنا الفظ أنفاسي ولا أدري من يواري جسدي الهزيل فقد فقدت الاحباب والاصحاب
أيتها الحياة صرتي باحثا في رحاكي عن فقد عزيز وغالي في ركام الأنقاض يتوجني الالم تعلو صرخات قلبي مستغيثة فقدت قلبي فصرت بلا قلب صارت حياتي واهية بالية وسط الركام صارت غايتي استعادة حقي وحق إخوتي بين الركام فلا عودت قدرا علي التنفس ابحث عن شراييني أوردتي التي انهال عليها التراب بلا شفقة ولا رحمة لا ذنب لي الا ان ابحث عن قلبي في رحلة البحث انهال عليا التراب واكوام الركام فما اصاب حاميتي. سكنتي جدران بيتي لا يفرق بين بشر وحجر إنها وساوس الشيطان وأحلام البلهاء الإستيلاء علي أعضاء جسمي الباقية ما تبقي من أشلاء جسمي يقاوم اليأس يزود عن أجساد عائلتي بين الركام فلا موقف لغدرهم فلا امان ولا اطمئنان إليهم غدرهم يسبق عدهم فلا عهد لهم ماذا تريدون وأين ضمير العالم الذي به تتنغنون فأنتم من اشعلتم الجحيم وبات الظلام مستكين علي الصابرين المرابطين كفي ظلما وكفي غدرا فصبر جميل عن أي اشباح تبحثون عن المطامع باحثون ولما في أيدي غيركم ناظرون حكمة الله في أرضه يمهل ولا يهمل فأين عاد وثمود وأين خزائن قارون حفظ الله مصر قيادة وجيشا وشرطة وشعباً عظيم