اهالي نجع الشيخ حمد بسوهاج يكشفون تفاصيل إنقاذ شاب سقط من اعلي الجبل

في ملحمة بطولية ليست جديدة  على أهالي الصعيد وخاصة محافظة سوهاج أن يضحوا بأنفسهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين، فكثير منهم ضرب أمثالا كثيرة من قبل فداء للوطن والآخرين، واليوم يضرب مجموعة من شباب قرية نجع الشيخ حمد بسوهاج بالتعاون مع رجال الأمن أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل إنقاذ شاب لا تربطهم به أي معرفة سابقة أو صلة قرابة.

بدأت الواقعة عندما تسلق خالد عبد الرحيم 17 عامُا، طالب وشقيقه هيثم 19 عاما، عامل ونجل عمومتهم محمود 20 عاما، وجميعهم من قرية الرويهب مركز المنشأة، الجبل الغربي في سوهاج بالقرب من قرية نجع الشيخ حمد بسوهاج من أجل التنزه والتقاط الصور التذكارية.

ولكن غالبا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم تكن الرحلة موفقة، وتشاء الأقدار أن تكون الرياح شديد أعلى المنحدرات الجبلية الصخرية، على ارتفاع قرابة 500 متر، مما أدى إلى سقوط خالد ووفاته في الحال خلال السير برفقة شقيقه ونجل عمه، وتمكن هيثم من النزول واجتياز الصخور والجبال الشاهقة، ولكن ظل محمود عالقا بين الصخور على ارتفاع قرابة 300 متر لساعات طويلة، حتى تمكن شباب قرية نجع الشيخ حمد بسوهاج من الصعود إلى الجبل من مكان يبعد عن موقع الحادث قرابة كيلو ونصف حتى يتمكنوا من الوصول بسلام وسط تلك المنحدرات الصخرية شديدة الانحدار بحكم دراستهم ومعرفتهم بتضاريس المنطقة.

ويقول أحد الأبطال الذين غامروا بحياتهم وتمكنوا من الصعود للجبل إنه اتخذ ومن معه وهم قرابة 9 أشخاص طريق صعبة للوصول للشاب العالق، ولم يكن أمامهم خيار سواه.

وأضاف محمود، أحد الأبطال أيضا أنهم اتخذوا معهم زجاجة من المياه حتى إن تمكنوا من الوصول للشاب يعملون على تهدئته والتخفيف عليه من شدة الموقف.

وقال صالح، إنهم اصطحبوا 3 بكرات كبيرة من الحبال حتى يتمكنوا من النزول من أعلى الجبل لمكان وجود الشاب، وكانوا يربطون الحبال في الجبل ويقف أحدهم عليها ويتدلى البقية إلى المنطقة الأسفل ثم الأسفل حتى الوصول للشاب.

وأشار محمد الشاطر، أول من وصل للشاب، إلى أنه وجده عالقا في شق صخري في حالة يرثى لها، كان ينتفض والعرق يغطي جسده، وقدم المياه له، والتقط الصور معه لتهدئته، ثم ربطه من منتصف جسده وسحبه لأعلى حتى تمكنوا من الصعود به لمكان يمكن منه مواصلة السير في اتجاه منطقة دبوس مصاغة، والذي تبعد قرابة كيلو متر سيرا على الأقدام حتى النزول به للأرض وتسليمه لرجال الشرطة الذين قدموا لهم الدعم الكبير والمساندة أعلى الجبال وأسفلها حتى نزول الشاب وشباب القرية للأرض بسلام.

ويذكر أن الأبطال الذين شاركوا في إنقاذ الشاب وصعدوا قمة الجبل من أبناء قرية نجع الشيخ حمد هم كل من: محمد أحمد علي الشاطر 26 عاما، ومحمد محمود أحمد الفروة 50 عاما، وبكري محمد أمين المصري 34 عاما، وخلف حسن محمد كمال الدين 56 عاما، وشريف نصر الدين محمد 34 عاما، ومحمود السيد محمود إبراهيم 35 عاما، وصالح نصر الدين محمد 27 عاما، وصلاح السيد محمود أحمد الفروة 27 عاما، وشريف أشرف صبحي 24 عاما، ومحمود صلاح محمود عمران 21 عاما، ليس هؤلاء فقط من ساهم في نجاح المهمة ولكن كان هناك أسفل سفح الجبل المئات يرشدونهم ويضيئون لهم الطريق.

ويذكر أن اللواء صبري عزب مدير أمن سوهاج وكافة القيادة التنفيذية انتقلوا إلى موقع الحادث، وجرى نقل جثة الشاب إلى مستشفى سوهاج العام، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة تمهيدا للعرض على جهات التحقيق المختصة.0