18:10 | 23 يوليو 2019

ثقافة السطحية وإعلام الإثارة

11:06am 30/03/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في عصر السرعة والمعلومات المتدفقة، أصبح من السهل أن نأخذ الأخبار وننشرها دون تمحيص أو تحقق، وكأن الحقيقة لم تعد ذات أهمية بقدر ما يهمنا أن نكون أول من ينشر أو يعلق. وللأسف، أصبح هذا السلوك شائعًا، حيث نجد كثيرًا من الناس يعتمدون في آرائهم على رؤوس العناوين دون أن يقرأوا المحتوى أو يبحثوا في أصل القضية، مما يجعلهم أداة في يد صانعي الفتن ومروجي الإثارة.
إن النقد ظاهرة صحية عندما يكون مبنيًا على علم وفهم ودراسة، لكنه يتحول إلى معول هدم عندما يكون مجرد تكرار لما يُقال بلا وعي أو إدراك. إننا نعيش في زمنٍ لم يعد فيه التحقق من المعلومة أولوية، بل أصبح الانتشار هو الهدف الأسمى. وهكذا، نجد قضايا تُضخم وأشخاصًا يُحاكمون في محكمة الرأي العام دون أن يُتاح لهم حتى فرصة الدفاع عن أنفسهم.
تتحمل وسائل الإعلام، وخصوصًا الإعلام الرقمي، مسؤولية كبيرة في تكوين هذه الظاهرة، حيث يتم تسليط الضوء على القضايا المثيرة فقط لجذب الانتباه وزيادة المشاهدات، دون أن يكون هناك مراعاة لحجم الضرر الذي قد يقع على الأفراد والمجتمعات. إن غياب البحث العميق والتحقيق الموضوعي جعل الكثيرين يقعون في فخاخ الأكاذيب والشائعات، وهو ما يهدد استقرار المجتمعات ويؤدي إلى انتشار الفوضى.
إننا بحاجة إلى ثقافة وعي جديدة، تقوم على البحث والتدقيق، وعدم الانجراف وراء العناوين البراقة أو الأخبار الموجهة. علينا أن نسأل أنفسنا قبل أن ننشر أو نعلق: هل هذه المعلومة صحيحة؟ هل المصدر موثوق؟ هل قرأت وفهمت جيدًا قبل أن أبدي رأيي؟ فالكلمة مسؤولية، ونشر الفتنة جريمة بحق المجتمع بأسره.
لنرتقِ بثقافتنا، ولنكن أدوات بناء لا أدوات هدم، ولنضع نصب أعيننا أن الوعي هو سلاحنا الأقوى في مواجهة سيل المعلومات الذي يغرقنا كل يوم.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn