الناقد الفذلوك : بقلم الشاعر راضى على الطهطاوى
هو ذلك الشخص الذى فشل أن يحقق ذاته فى مجال معين من مجالات الإبداع سواءًا فنيَّا أو أدبيَّا أو رياضيَّا..إلخ وأراد أن يصنع لذاته مكانة فوضع نفسه فى مكانة الناقد ، أو هو ذلك الشخص الذى أصابه تصخم الذات والغرور فى مجال تخصصه فنصَّب نفسه حكَمًا ووزَّانا لما ينتجه الآخرون .أو هو ذلك الشخص الذى يريد ان يرفع قدر نفسه ويصنع لشخصه اسمًا فى صفحة من صغحات التاريخ بان يتحدث عن العظماء أو عن النجاحات الإبداعية العظيمة (مثل الذي بال فى ماء زمزم كي يذكره التاريخ).هذه النوعية من الشخصيات لا تعي ولا تفهم المعنى الحقيقى للناقد او مواصفاته أو وظيفته او أهمية دوره فى الحياة .لا يدركون أن الناقد هو الشخص الذي يمكنه أن يميِّز بين الجيد والرديء والسلبيات والإيجابيات و تقييم أي عمل في مجاله من حيث القوة والضعف. وذلك من خلال خبرته العميقة ودراياته المتخصصة في هذا الشأن. النقد حينما يكون هواية دون دراسة عميقة لعلم النقد يتحول لكارثة تدمر الإبداع . النقد لابد أن يكون إحترافي قائم على أسس علمية وأصول ومباديء ودراسات متخصصة ويرتكز على الخبرة والدراسة الموضوعية و الحيادية والإلمام الجيد بأدوات النقد وعدم الشخصنة أوالتحيز أو التحامل او المحاباة أوالمجاملة ، فمهنة النقد أمانة كبيرة ومسئولية خطيرة مثل القاضي فى النزاهة والحيادية مع وجود الرأفة بل يزيد على القاضى فى أهمية دعمه للموهبة والتشجيع والتحفيز والمساعدة فى علاج نقاط الضعف ورسم خطوط واضحة قد تساعد المبدع على الانطلاق في مجال الإبداع. النقد يستند على الحيادية والتجرد من الذات والأهواء والأعراض الخاصة يقول الله تعالى: (،،،لا بجرمنَّكم شنئان قوم على الَّا تعدلوا....) الناقد يجب أن لا يدخل فى صراع أو تحدي مع المبدع بهدف إظهار براعته وقدرته فى اكتشاف الثغرات والقصور و الهفوات والزلات إنما لابد أن يدرك ان دوره التقييم بهدف التقوبم والعلاج والمساعدة والدعم للمبدع والوقوف بجانبه وخاصة طالما ذلك الموهوب يستحق ذلك ويمتلك ارهاصات موهبة جيدة او بالفعل موهوب متحقق وعمله يستحق الدعم فنيا من ناحية النقد .لا يكون ناقدًا من لا يجد في نفسه مواصفات الناقد وهي الامانة والحيادية والتخصص والدراسةالعلمية وامتلاك الأدوات الفنية للنقد والخبرة الكافية ومعايشة أجواء وظروف ووقت وحالة المبدع أثناء هذا العمل وعليه أن يبتعد عن الشخصنة والتحيُّز والمحاباة والمجاملة فقد يكون بعضنا رأى من يجامل فى نقده لمجرد المبدع أنثى جميلة او يكون صاحب العمل صديق أو قريب او يكون صاحب العمل من خلفه مصلحة ما . كما أن أسلوب الناقد يجب ان يراعي البعد الإنسانى لمشاعر صاحب العمل حيث الذوق العالي والرقة والرأفة وحسن العرض فى طريقة النقد وبعده عن الهحوم والتنمر أو السخرية التي قد تحطم صاحب العمل أو تجعله يتوقف تمامًا عن موهبته. كفاكم الله شر الناقد الفذلوك الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب .