السكينة والطمأنينة
اعلم- أيها المسلم الكريم - أن الهداية إلى الإسلام نعمة من الله يجب شكره عليها؛ فالكثرة الآن على غير سبل الهداية والرشاد، ومن أراد الله هدايته شرح الله صدره للإسلام كما قال تعالى: ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون )
لما نزلت هذه الآية قال الصحابة: كيف يشرح االه صدره يا رسول الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - " نور يقذفه الله في قلبه " قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - ( يؤوب إلى الدار الآخرة ويستعد للموت قبل مجيء الموت )
وضيق الصدر هنا معناه أن كل منافذ الخير إليه قد أغلقت، فأصبح قلبه لافظا لدخول الإيمان فيه، وهذا هو الران الذي قال عنه ربنا ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
وإذا استقر الإيمان في قلب العبد حلت السكينة والطمأنينة في صدر العبد، وهذا هو الذي يميز المؤمن من غيره، فالذي يعرض عن ذكر الله له المعيشة الضنك والقلق النفسي والتوتر العصبي وهذه الأمراض هي السائدة في زماننا هذا، عن أصحاب الحضارات المادية الذين اشبعوا كل رغباتهم الجسدية من الأكل والشرب والشهوات، وأهملوا جانب الروح فلم يجدوا شفاء من هذا التوتر إلا الانتحار والتخلص من أنفسهم، وإسلامنا الحنيف يجعل هذه الطريقة اعتداء على النفس ويعذب صاحبها بما قتل به نفسه، فيجب على المسلم أن يوازن في حياته بين مطالب جسده ومطالب روحه.