المراءه للشاعر راضى على الطهطاوى
كمْ نساءٍ قد تعالتْ........عن ملايينِ الرجالْ
منذُ فجرِ الكونِ هذا...... حضنُ حواءَ اكتمالْ
مريمُ العذراءُ جاءتْ...... رمزَ طهرٍ والكمالْ
إنها الأنثى كشمسٍ...... دونـَها يخبو الهلال
فى أَتونِ الحربِ داوت ....كم جريحٍ من قتالْ
فى دروبِ العلمِ سارت ... صوتُها فى الأفـْقِ جالْ
هذه الخنســــــاء أمٌ.....تكتبُ الشعرَ ارتجالْ
إنَّها الأنثى تجلـَّـــت..... فوق هاماتِ الجبالْ
فى فنـــونٍ أو صنيعٍ ... ماتوارت عن مجالْ
منصبٌ أو عرْشُ حُكمٍ.......نعمَّ بلقيسُ المثالْ
واسألوا التاريخَ عنها.......أنجبت فخرًا بلالْ
فى لهيبِ الحرِ تبقى...... للدُنى غيْمَ الظلالْ
كم شهيدٍ أنثى ربَّت.......شدَّ للنصرِ الحبالْ
صانَ للأوطانِ أرضًا..... دقَّ للمجدِ الطبالْ
حين وافته المنايا.......حازَ فِردوسًا تعالْ
إنَّها قلبٌ كنـــــــهرٍ..... يروى بورًا ما يزالْ
أى ذنبٍ قد جنتـْهُ ؟!....... كل نبْتٍ من غلالْ
ها ذكورٌ أو إنـــاثٌ ......كل خلقِ الله عالْ
إنها أختٌ وبنـــــتٌ........زوجةٌ نبْعُ الدلالْ
كُلنا خلْقٌ سيانٌ.......مَن لحكر الفخر نالْ؟!
أىُّ فخرٍ عند هذا؟! .. كى يرى الأنثى خبالْ
فاسألوا مَن كان طفلاً...حينما بالحُجر بالْ
هل ترى الـتأنيثَ عيبًا ؟!...هل تراهُ شؤمَ فالْ ؟!
إنمَّا النقصُ بعين........لا ترى سرَ الجمالْ
أربعُ تحيا جهاتٌ........أى نقصٍ للشمالْ ؟!
قد حباها اللهُ فضلاً...حضنـُها بالرزق سالْ
مِن حشاها قد أتينا.......حِمْلُها فاقَ الخيالْ
مَن يرى التذكيرَ فخرًا ...كل ذا محضُ الخيالْ
لو تنمَّرنا بأنـــــثى..... مالَ وزنٌ باختلالْ
إنما الأنثى حياةٌ......دونـَها العيشُ استحالْ
مَن يرى الأنثى انتقاصًا.... صابهُ الكبْرُ اعتلالْ